في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “الاجهاد التأكسدي والسمنة وفصل لإنزيم كلوتاثايون بيروكسديز لدى العقيمات”، يقدم الباحثان عبيدة القدو ولؤي الهلالي دراسة دقيقة وشاملة حول تأثير الاجهاد التأكسدي على العقائم الإناث، سواء كانت أولية أم ثانوية، ويسلطان الضوء على عدة جوانب مهمة مرتبطة بالعقم والعوامل المؤثرة على هذه الحالة الصحية.
تمت الدراسة على عدد كبير من الأنماط الإناث، بلغت 223 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 19 و45 سنة، حيث تم تقسيمهن إلى مجموعتين استنادًا إلى نوعية العقم. وقد تم قياس 17 متغيراً مختلفاً يتعلق بمستويات الأكسدة ومضادات الأكسدة المتنوعة، مما أسفر عن استنتاجات مهمة حول تأثير العوامل المختلفة على الحالة الصحية للمشاركات.
في فصل الكتاب الأول، تم التركيز على تأثير الكرب التأكسدي على العقيمات، حيث أظهرت النتائج وجود فارق بين العقائم الأولية والثانوية في حالة الاجهاد التأكسدي، وتحديداً أن النساء من النوع الثانوي يظهرن مستويات أعلى للأكسدة. وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى زيادة تصاعدية في مستويات الأكسدة وانخفاض في مضادات الأكسدة لدى العقائم من النوع الأولي مع تقدم العمر، مما يزيد من حدة الاجهاد التأكسدي ويؤدي إلى زيادة في حالات العقم.
وفي الجزء الثاني من الكتاب، تم التركيز على دراسة إنزيم كلوتاثايون بيروكسديز، حيث قام الباحثان بتحليل فعاليته في الإناث السليمات وتلك المصابات بالعقم من النوع الأولي. كما تمت دراسة عدة عوامل تؤثر على فعالية الإنزيم وتم تحديد وزنه الجزيئي، بالإضافة إلى استكشاف تأثير بعض الأدوية على فعالية الإنزيم.
يتسم الكتاب بالدقة والتفصيل في التحليل، حيث يقوم الباحثان بربط النتائج ببعضها البعض بشكل يسهم في توفير فهم شامل حول تأثير الاجهاد التأكسدي والسمنة على حالة العقم لدى النساء. ومع غلافه الكرتوني الجذاب وعدد صفحاته البالغ 124 صفحة، يعد هذا الكتاب إضافة قيمة لمكتبة العلوم والطبيعة، وتحديدًا في فئة الفيزياء.