في غمرة تسارع عجلة التقدم التكنولوجي وتوسّع رقعة الاتصالات العالمية، يظهر كتاب “الإعلام والطفل” للمؤلف هادي الهيتي كقطعة أدبية مميزة تنقب عن أغوار علاقة الإعلام بالأطفال، وكيف يتأثر الأخيرين بتلك الوسيلة المتطورة لنقل المعلومات والأفكار. يأتي هذا الكتاب بتوقيت حسّاس، حيث تتسارع وتيرة الحياة الحديثة وتشهد تحولات هائلة في طبيعة التواصل والمعلومات.
مع تأليف الهيتي، يتمتع القارئ بفرصة فريدة لاستكشاف عوالم متشعبة تربط بين الإعلام والطفل، فلا يقتصر تأثير الإعلام على البالغين، بل يتعدى ذلك ليمتد إلى الطفل الذي يعتبر عاملاً حيوياً في بنية المجتمع وتطوّره. يقدم الكتاب رؤى عميقة حول كيفية تأثير وسائل الإعلام المتعددة على النمو العقلي والاجتماعي للأطفال.
تتنوع محاور الكتاب بشكل ملحوظ، حيث يستعرض الهيتي الأثر النفسي والاجتماعي للإعلام على الأطفال، مسلطاً الضوء على الفجوات التي قد تظهر في فهمهم للمحتوى الإعلامي. يتأمل الكتاب في تأثير الإعلانات والبرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي على التصور الذاتي للأطفال وتشكيل هويتهم.
تتجلى قيمة هذا الكتاب أيضاً في التفاعل مع التطورات التكنولوجية، حيث يناقش بعمق كيف يتعامل الأطفال مع العالم الرقمي وكيفية تأثير ذلك على تطورهم العقلي والعاطفي. يعتبر الكتاب مرجعاً قيّماً لمن يسعى لفهم التحديات والآثار الإيجابية والسلبية لتلك العلاقة المعقدة بين الإعلام والطفل.
وفي ظل غموض الوصف المقدم للكتاب، يظل القارئ مدعواً لاستكشاف صفحاته ال216 بعمق، حيث ينتظره مزيج من الأفكار الرصينة والتحليل الدقيق، مما يجعله عملاً ثقافياً غنياً يستحق التأمل والتفكير، خاصة وأنه يعزز الوعي بأهمية فهم تأثير الإعلام على الأطفال في عصرنا الحديث.