في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في العقود الأخيرة، أصبح الإعلام الجديد منارةً ساطعةً في سماء عالم الاتصالات، حيث يتناول الكتاب المميز بعنوان “الإعلام الجديد والمشاركة السياسية” للمؤلفين علي الكرخي ونها الأسدودي هذا الموضوع الحيوي ويسلط الضوء على جوانب عديدة تتعلق بالتأثير الذي يمارسه الإعلام الجديد على مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والسياسية.
يمتد عمق الكتاب ليبحر في أغوار العلاقة بين الإعلام الجديد ومفهوم المشاركة السياسية، حيث يفتح النقاش حول كيفية تأثير هذا الإعلام على مستويات التفاعل والمشاركة في المجتمع. يستعرض الكتاب الآفاق المتاحة للمواطنين من خلال وسائل الإعلام الجديدة وكيف يمكن لهم أن يسهموا في صياغة القرارات السياسية والمساهمة في تشكيل المستقبل.
وما يميز هذا العمل الرائع هو قدرته على تحليل الأثر الذي يتركه الإعلام الجديد على الأداء المؤسسي للمؤسسات الإعلامية. يستعرض الكتاب كيف يمكن لتلك المؤسسات الاستفادة من التطورات التكنولوجية وتوظيف الإعلام الجديد بشكل يعزز خدماتها ويسهم في تحقيق التفاعل الإيجابي مع الجمهور.
تتجلى قيمة الكتاب أيضًا في تقديمه لرؤية شاملة حول الأثر الذي يتركه الإعلام الجديد في مجال الصحافة والإعلام. يناقش الكتاب التحولات التي طرأت على عملية نقل المعلومات وتبادلها، مع التركيز على تأثير الإعلام الجديد على تشكيل الرأي العام وتوجيه التفكير الجماعي.
تأتي هذه الدراسة القيمة محملة بـ 122 صفحة من التفصيل والتحليل العميق، وقد أُنتجت عام 2005، حيث قامت دار الكتاب الجامعي للطباعة والنشر والتوزيع بنشرها. يأتي الكتاب بغلاف كرتوني يعكس الاهتمام بالجودة والتميز في التقديم.
في ختام هذه الرحلة الفكرية والمعرفية، يظهر الكتاب كمرجع مهم في فهم علاقة الإعلام الجديد بالمشاركة السياسية وكيف يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الأفراد والمجتمعات، وهو بذلك يسهم بشكل كبير في إغناء المكتبة الفكرية والعلمية.