في كتاب “إنه يأخذ قرية: ودروس أخرى تعلمناها من الأطفال” للسيدة هيلاري رودهام كلينتون، التي تحمل على عاتقها العديد من الأدوار، سواء كانت كونها أماً أو ابنة أو شقيقة أو زوجة، بالإضافة إلى كونها مدافعة وخبيرة قانونية وخدمة عامة، يتمحور الحديث حول الأطفال والمجتمع والتغييرات التي يمر بها المجتمع وتأثيرها على تطور الأطفال واحتياجاتهم. تركز كلينتون على أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع في تربية الأطفال، وتوفير الدعم والبيئة المناسبة التي تمكنهم من النمو والتطور الإيجابي.
تستند فكرة الكتاب على المقولة الشهيرة “إنه يأخذ قرية لتربية طفل”، حيث تقدم كلينتون رحلتها الشخصية والعامة لاكتشاف كيف يمكننا تحويل مجتمعنا إلى نوع من القرية التي تمكن الأطفال من النمو والتطور ليصبحوا بالغين قادرين ومهتمين وقادرين على التكيف مع التحديات. ترى كلينتون أنه حان الوقت للاعتراف بأنه يجب علينا إحداث بعض التغييرات من أجل مستقبل أطفالنا.
تقدم الكاتبة رؤيتها الشخصية للتحديات التي تواجه الأطفال والأسر في العصر الحديث، مؤكدة على أنه من الضروري فهم التطورات الجديدة واحتياجات الأطفال من خلال استيعاب البحوث الحديثة والاستماع إلى آرائهم وتحليل الخبرات الماضية للعثور على الحلول المناسبة.
باستخدام أسلوبها الشيق والمقنع، تدعو كلينتون القراء إلى التفكير بعمق في كيفية تحسين بيئة الأطفال وتوفير الدعم اللازم لهم، من خلال الاستفادة من الخبرات والأساليب التي تتبعها بعض البلدان والثقافات الأخرى في رعاية أطفالها، والبحث عن الأماكن التي تتمتع ببيئة مواتية للنمو والتطور للأطفال، سواء كانت في الأسر أو المدارس أو الكنائس أو الشركات أو المنظمات المدنية، وحتى في الفضاء الافتراضي.
بالتالي، يعتبر كتاب “إنه يأخذ قرية” مصدرًا قيمًا للفهم العميق للتحديات التي تواجه الأطفال في مجتمعنا المعاصر، ويقدم نقاط نظر مهمة حول كيفية تحسين الظروف لهم من أجل مستقبل أفضل.