في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “الأحزاب الدينية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار السياسي”، يقدم المؤلف محمد الدين رؤية عميقة ومحكمة حول المجتمع الإسرائيلي وتعقيداته، حيث يثير تساؤلًا هامًا حول طبيعة هذا المجتمع وصعوبة التنبؤ بسلوكه. يتناول الدين في كتابه هذا موضوعات محورية تتناول النسيج الاجتماعي والسياسي في إسرائيل، مشددًا على أنه يفضل التفكير في هذا المجتمع ككيان معقد يتأثر بعوامل متعددة.
تبدأ الرحلة الفكرية في الكتاب بتحليل تكوين الأحزاب الدينية في إسرائيل وتفاعلها مع الساحة السياسية. يسلط الضوء على التأثير البارز الذي تمتلكه هذه الأحزاب في صنع القرار السياسي داخل إسرائيل. ومن خلال تفحص متأني للسجالات والديناميات الداخلية، يقدم الدين رؤية شاملة للدور الذي تلعبه الأحزاب الدينية في توجيه السياسات واتخاذ القرارات في هذا البلد الذي يعيش تحت وطأة التوترات والصراعات المتواصلة.
يبرز الكتاب أيضًا أهمية تحليل معطيات المجتمع الإسرائيلي كخطوة ضرورية لفهم التحولات السياسية والاجتماعية. وبما أن المجتمع الإسرائيلي يتسم بتنوعه وتعدد طوائفه واتجاهاته، يركز الدين على أن الاعتماد على تحليل معطيات المجتمع يسهم في تفسير الديناميات السياسية بطريقة أكثر دقة وشمولية.
يمتد الكتاب عبر 240 صفحة، وقد صدر في عام 2017 عن دار نهوض للدراسات والنشر. وفيما يختتم كتابه بتقديم رؤية شاملة للعلاقة بين الدين والسياسة في إسرائيل، يتيح المؤلف للقارئ إلقاء نظرة عميقة وشاملة على التحولات والتطورات التي تشهدها المش scene السياسية في هذا البلد الشرقي.
يتميز الكتاب بغلاف ورقي فاخر يعكس رونقه وأهميته، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل باحث أو مهتم بالشؤون السياسية والدينية في الشرق الأوسط. بشكل عام، يمثل عمل محمد الدين إسهامًا قيمًا إلى المكتبة السياسية، ويعتبر مرجعًا هامًا لفهم الديناميات السياسية في إسرائيل وتأثير الأحزاب الدينية في صنع القرار.