“بين واشنطن والقدس: مفكرة صحفية”، للكاتب وولف بليتزر
من بين الصحفيين الذين استطاعوا تقديم دراسات عميقة في الساحة السياسية في واشنطن، وآخرين نجحوا في كسب مكانة داخل الدوائر القريبة من قمم السياسة الإسرائيلية، وولف بليتزر يعد واحدًا من القلة الذين استطاعوا الجمع بين الاثنين. بليتزر، الأمريكي الذي يتقن اللغة العبرية، قد أجرى مقابلات ونال احترام تقريبًا من جميع صانعي القرار الرئيسيين في إسرائيل والولايات المتحدة خلال السنوات الاثني عشر الماضية. وكرَّم الراحل أنور السادات بليتزر بأنه كان أول من أعطاه فكرة القيام برحلته التاريخية إلى القدس.
علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل ليست كأي علاقة أخرى، وهذا الكتاب يساعد في فهم السبب وراء ذلك. والأهم من ذلك، يبين حدود هذه العلاقة، موضحًا لماذا لا يمكن لأي من البلدين أن يتحملا مواجهة شاملة. يوجد تركيز خاص على كيفية اتخاذ القرارات في واشنطن، من دور البيروقراطية الخارجية، إلى الكونغرس، والصحافة، والجالية اليهودية، والعرب ومؤيديهم، والوجود الرسمي الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، تغطي الفصول التعاون الخاص بين الولايات المتحدة وإسرائيل في المجالات العسكرية، والاستراتيجية، والاستخباراتية.
يحتوي الكتاب على حكايات شيقة عن الناس: الدبلوماسي الذي كان مسؤولًا عن وثيقة سوندرز المثيرة (بمفهوم عام 1975) التي قالت: “بالعديد من الطرق، البعد الفلسطيني من الصراع العربي الإسرائيلي هو قلب هذا الصراع”… رجل الأعمال الأمريكي الذي شارك في جهود دبلوماسية خلفية مذهلة لإنقاذ اليهود السوفيت… وزير الخارجية الألماني اليهودي اللاجئ الذي أصبح يلعب دورًا حاسمًا في الشؤون الأمريكية الإسرائيلية… وثلاثة قادة متدينين بشدة، بيجين والسادات وكارتر، “الذين تقدموا من الاتفاق على الصلاة معًا إلى الاتفاق على إحلال السلام مرة واحدة وإلى الأبد.”
من منظوره الفريد، ينظر بليتزر إلى الإمكانات المحتملة لحدوث توترات حادة أو حتى تعاون أقرب في المستقبل.
تاريخ النشر: نوفمبر 1985
الناشر: مطبعة جامعة أكسفورد
هذا الكتاب يقدم نظرة شاملة ومثيرة للاهتمام إلى علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل، مما يجعله قراءة أساسية لمن يرغب في فهم تاريخ هذه العلاقة وديناميكياتها، وكيفية اتخاذ القرارات في السياسة الخارجية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.