كتاب “بين الحربين: أمريكا، 1919-1941” هو عمل بارز من تأليف ديفيد أ. شانون، وقد نُشر لأول مرة في يناير 1965 بواسطة دار نشر هاوتون ميفلين. يعرض الكتاب فترة فاصلة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمتد من نهاية الحرب العالمية الأولى حتى بداية الحرب العالمية الثانية، ويغطي تطورات وتحولات اجتماعية، سياسية، واقتصادية هامة خلال هذه الحقبة.
يمثل هذا الكتاب مرجعاً تاريخياً قيماً لفهم الفترة ما بين الحربين العالميتين، وهي فترة مليئة بالتغيرات الكبرى التي شكلت مسار التاريخ الأمريكي. يتناول شانون في عمله تفاصيل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى، بدءاً من الركود الاقتصادي الكبير في الثلاثينيات، وصولاً إلى الانتعاش الذي تمهّد لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
يركز الكتاب على الأثر العميق للأحداث الكبرى مثل الكساد الكبير، الذي كان له تأثير مدمر على الاقتصاد الأمريكي وأدى إلى تغييرات جذرية في السياسات الحكومية. كما يناقش شانون الدور المتزايد للحكومة الفيدرالية في حياة الأمريكيين خلال هذه الفترة، مع التركيز على البرامج الاجتماعية والإصلاحات التي قدمتها إدارة الرئيس فرانكلين د. روزفلت تحت إطار “الصفقة الجديدة” (New Deal).
يستعرض الكتاب أيضاً التغيرات الاجتماعية والثقافية التي برزت في هذه الحقبة، مثل تطور الحركة النسوية، وتأثيرها على المجتمع الأمريكي، فضلاً عن التحولات في المجال الثقافي والفني، التي شملت تطور الأدب، السينما، والموسيقى في تلك الفترة. يعكس العمل كيف أن الأحداث العالمية والمحلية شكلت الوعي الثقافي للأمة الأمريكية وأثرت على تطور هويتها الوطنية.
يتناول شانون في عمله كذلك التحديات السياسية التي واجهتها أمريكا في هذا الوقت، بما في ذلك الصراعات الداخلية والسياسات الخارجية التي سعت لتجنب الانخراط في النزاعات الدولية، وهو ما كان له تأثير كبير على السياسة الأمريكية تجاه الصراعات الأوروبية التي كانت تتصاعد قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
“بين الحربين: أمريكا، 1919-1941” هو كتاب يسلط الضوء على فترة تحولات كبرى في تاريخ أمريكا، ويقدم تحليلاً عميقاً لكيفية تعامل الأمة مع التحديات الكبيرة والإصلاحات التي شكلت الطريق نحو المستقبل. يقدم الكتاب للقارئ فهمًا شاملاً للتطورات الهامة التي ساعدت في تشكيل الولايات المتحدة كما نعرفها اليوم.