في رواية “بيت كريستينا”، نجد أنفسنا في جو القصور النبيلة في فيينا، حيث يتجسد الصراع والمؤامرات بين نازي، يهودي متشدد، كاتب أمريكي، وسيدة البيت الجميلة والمدللة، خلال الثلاثينيات والأربعينيات المليئة بالكوارث.
هذه الرواية التي ألفها بن هاس، تأخذنا في رحلة مشوقة إلى عالم مليء بالتناقضات والصراعات الداخلية والخارجية. يتميز البيت النبيل الذي يقع فيه كل الأحداث بأنه ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو شاهد على ماضٍ مضطرب وحاضرٍ مليء بالتحديات والتهديدات.
في هذا البيت، نجد النازي الذي يمثل السلطة والقوة، واليهودي المتشدد الذي يقف في وجه هذه السلطة بكل قوة وإصرار. ومن جانب آخر، يدخل الكاتب الأمريكي عالم البيت ليجد نفسه في وسط هذه الصراعات، محاولاً فهمها وكتابتها، وربما تغيير مسارها.
وهنا تبرز سيدة البيت، كريستينا، الجميلة والمدللة، التي تكون محور جميع الأحداث. فهي تمثل الجمال والسلطة الناعمة، ولكن في نفس الوقت تخفي داخلها أسرارًا وراء كل ابتسامة.
ما يميز هذه الرواية هو أسلوب بن هاس الرائع في رسم شخصياته، حيث تتقاطع أحداثها بطريقة مثيرة ومبهرة. يشعر القارئ بأنه يعيش داخل هذا البيت، يرى الصراعات، ويشعر بالتوتر والمفارقات التي تملأ جدرانه.
تم نشر هذه الرواية الرائعة بواسطة دار النشر سايمون آند شوستر في شهر أبريل من عام 1977. ومنذ ذلك الحين، استقطبت قصة “بيت كريستينا” القراء من مختلف الأعمار والثقافات، وأصبحت واحدة من الروايات الكلاسيكية التي لا تفوت قراءتها.
بالتأكيد، هذه الرواية تترك للقارئ الكثير من الأفكار والتساؤلات حول السلطة والصراعات البشرية، وكيف يمكن للأفراد أن يتصدوا للقوى الظالمة بكل أشكالها، سواءً كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية.
بهذه الطريقة، تبقى “بيت كريستينا” رواية لا تُنسى، تمتزج فيها الجمال بالمؤامرات، والسلطة بالضعف، وتظل تحفر في ذاكرة القارئ بعد أن ينهي قراءتها، مثيرة للتأمل والنقاش.