بيتجولس: نجم العملاق الأحمر

نجم بيتلجوس: عملاق السماء الحمراء

مقدمة

يعتبر نجم بيتلجوس (Betelgeuse) واحدًا من أبرز النجوم في سماء الليل، ويشتهر بلونه الأحمر الساطع وموقعه البارز في كوكبة الجبّار (Orion). يبعد بيتلجوس عن الأرض حوالي 642 سنة ضوئية، مما يجعله من أقرب النجوم العملاقة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

الخصائص الفيزيائية

المسافة واللمعان

يُقدّر بعد بيتلجوس بحوالي 642.03 سنة ضوئية، ويُعتبر من بين أكثر النجوم لمعانًا، حيث يتجاوز لمعانه حوالي 126,000 مرة لمعان الشمس. هذا اللمعان الاستثنائي يجعله واحدًا من ألمع النجوم في كوكبتنا، ويمكن رؤيته بسهولة في السماء.

الحجم

يتميز بيتلجوس بحجم هائل، حيث يُقدّر قطره بأنه يبلغ حوالي 887 مرة قطر الشمس. هذا الحجم الضخم يجعل منه نجمًا عملاقًا حقيقيًا، ويعطي فكرة عن كمّية المادة التي يحتويها.

درجة الحرارة

تصل درجة حرارة سطح بيتلجوس إلى حوالي 3545 كلفن. وبالمقارنة مع النجوم الأخرى، تُعتبر هذه درجة حرارة منخفضة نسبيًا، مما يفسر اللون الأحمر الذي يتميز به النجم، والذي يشير إلى أنه نجم بارد نسبياً ضمن تصنيفه.

التصنيف الطيفي

ينتمي بيتلجوس إلى التصنيف الطيفي M2Iab، مما يعني أنه نجم عملاق من النوع M، وهي فئة من النجوم الحمراء الضخمة. تصنيف “Iab” يشير إلى أنه نجم عظيم، وهو في مرحلة متقدمة من دورة حياته.

دورة حياة بيتلجوس

كما هو الحال مع النجوم العملاقة الأخرى، بيتلجوس يمر بمراحل تطور عديدة. من المتوقع أن ينفد وقوده النووي في المستقبل القريب، مما سيدفعه إلى الانفجار كمستعر أعظم (Supernova). عند حدوث ذلك، سيصبح بيتلجوس أكثر سطوعًا بكثير، حتى يصبح مرئيًا في النهار لفترة من الوقت.

الأهمية الثقافية والعلمية

لطالما كان بيتلجوس جزءًا من التراث الثقافي للعديد من الحضارات. في الثقافات القديمة، كان يُعتبر نجمًا ذا أهمية كبيرة، وكان يُستخدم لتحديد الاتجاهات والمواسم. إضافة إلى ذلك، يلعب بيتلجوس دورًا هامًا في الأبحاث الفلكية، حيث يساعد العلماء على فهم تطور النجوم العملاقة والظواهر المرتبطة بها.

خلاصة

بيتلجوس هو نجم يثير الدهشة والإعجاب بسبب حجمه الهائل ولمعانه الفائق. يُعتبر مثالًا رائعًا لتطور النجوم العملاقة، ويحتل مكانة خاصة في علم الفلك وثقافات البشر عبر العصور. بالنظر إلى التغيرات التي يشهدها، فإن مراقبته تُعد تجربة فريدة لعشاق الفلك والباحثين على حد سواء.