بولاريس: نجم القطب الشمالي

النجم بولاريس (Polaris): نجم القطب الشمالي

مقدمة

يُعتبر نجم بولاريس واحدًا من أبرز النجوم في سماء الليل، إذ يقع في كوكبة الدب الأصغر ويُعرف أيضًا باسم “نجم الشمال” أو “نجم القطب”. يتميز بولاريس بقدرته على تحديد الاتجاهات في نصف الكرة الشمالي، حيث يتواجد بالقرب من القطب الشمالي السماوي، مما يجعله مرجعًا رئيسيًا للملاحة. في هذا المقال، سنتناول الخصائص الفلكية لنجم بولاريس، مسافته، لوميته، درجة حرارته، وتصنيفه الطيفي.

المسافة

يبتعد نجم بولاريس عن الأرض بمسافة تقدر بحوالي 322.63 سنة ضوئية. يُعد هذا بُعدًا كبيرًا بالمقاييس البشرية، ولكنه يعتبر قريبًا نسبيًا عندما نتحدث عن النجوم الأخرى في مجرتنا، درب التبانة.

اللمعان

يتميز بولاريس بلمعانه الكبير، حيث يُعادل حوالي 2202.30 مرة من لمعان الشمس. إن هذا اللمعان الاستثنائي يجعل بولاريس واحدًا من ألمع النجوم في السماء، وهو ما ساهم في استخدامه كمؤشر للملاحة عبر التاريخ. اللمعان العالي يعكس حجم النجم وقوته النسبية مقارنة بالنجوم الأخرى.

الحجم ونصف القطر

بولاريس نجم عملاق، إذ يقدر نصف قطره بـ 37.45 مرة من نصف قطر الشمس. يساهم هذا الحجم الكبير في تأثيره الضوئي الفائق، ويعني أيضًا أنه يحتوي على كميات ضخمة من الغاز والحرارة.

درجة الحرارة

تبلغ درجة حرارة بولاريس حوالي 6035.26 كيلفن. تعتبر هذه الحرارة مرتفعة جدًا، مما يجعله يصدر كميات كبيرة من الطاقة والضوء. تُعتبر النجوم ذات درجات الحرارة المرتفعة عادةً أكثر شغفًا في مرحلة تطورها مقارنةً بالنجوم الأكثر برودة.

التصنيف الطيفي

يُصنف نجم بولاريس ضمن الفئة الطيفية F7Ib. يشير هذا التصنيف إلى أنه نجم عملاق ذو لون أصفر مائل إلى البياض، مما يدل على درجة حرارته العالية. يُظهر هذا التصنيف أيضًا المرحلة التي يمر بها النجم في دورة حياته، حيث يُعتبر بولاريس نجمًا في المرحلة النهائية من تطوره، قبل أن يتحول إلى مرحلة النجم الأبيض القزم أو السوبر نوفا.

أهمية بولاريس

يتمتع بولاريس بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فقد استخدمه البحارة والمستكشفون لتحديد الاتجاهات في البحر والملاحة البرية على مر العصور. إضافةً إلى ذلك، يدرس الفلكيون هذا النجم لفهم تطور النجوم العملاقة وآلية حياتها.

الخاتمة

يُعتبر نجم بولاريس رمزًا للثبات في سماء الليل، ودليلًا على الإبداع الكوني. من خلال دراسة خصائصه، نتعرف على أعماق الفضاء وتاريخ النجوم، مما يعزز فهمنا للكون الذي نعيش فيه. بولاريس ليس مجرد نجم بعيد، بل هو جزء من تراث الإنسانية وتاريخ الملاحة، وسيظل دائمًا أحد النقاط المرجعية في علم الفلك.