في الطبعة الثالثة المنقحة لكتاب “بوردو: مراجعة الطبعة الثالثة” الذي كتبه روبرت إم. باركر الابن، تأتي هذه الصفحة الرائعة كمرشد شامل لعشاق النبيذ، حيث يستكشف باركر عالم النبيذ الفرنسي الراقي والمشهور في مجموعة من الصفحات الشيقة والمفصلة. تم إصدار الكتاب لأول مرة في عام 1985، ولقي إعجابًا هائلاً من قبل خبراء مثل هيو جونسون ومايكل برودبنت، ولم يكن ذلك مفاجئًا بل وجد الكتاب ترحيباً كبيراً من قبل مجلات معروفة مثل تايم، نيوزويك، بيزنس ويك، اسكواير، وبيبل.
تم تكريم باركر بعد ذلك بجائزة غلينفيديخ الشهيرة في إنجلترا. ومنذ ذلك الحين، قام باركر بنشر ثمانية كتب أخرى لعشاق النبيذ، منها “بورغندي”، و”نبيذ وادي الرون وبروفنس”، وأربع طبعات من “دليل مشتري النبيذ”، و”نبيذ وادي الرون”، بالإضافة إلى طبعة محدثة من “بوردو” في عام 1991. كما قام بإصدار النشرة الشهرية الراقية “ذا واين أدفوكات” وكتابة مقالات كل شهر في مجلة “فود آند واين”. مع كل كتاب جديد، نالت جمهوره توسعًا لدرجة أن عشاق النبيذ في أمريكا وكذلك في فرنسا وإنجلترا واليابان والسويد وألمانيا تعلموا بسرعة الثقة في تقييماته.
في عام 1995، أصبح باركر أول أمريكي في مجال النبيذ يحصل على “لا كروا دو شفالييه دو لوردر ناسيونال دو ميريت”، واحدة من أعلى وسامين في فرنسا، حيث منحها مباشرة من قبل الرئيس فرانسوا ميتران. وفي عام 1998، فاز بجائزة جيمس بيرد للمحترفين المتميزين في مجال النبيذ والمشروبات الروحية. يمكن القول بوضوح أن روبرت باركر هو أبرز محترف للنبيذ في أمريكا.
في هذه الطبعة الثالثة من الكلاسيكية التي ساهمت في إطلاقه، يسعى باركر إلى الحفاظ على استقلاله ووضوحه وحماسه الفريد في تقريره عن مواسم بوردو، موفرًا الشمولية الهائلة التي يشتهر بها. لقد قام بإضافة تجارب النكهة للمواسم في السنوات الفاصلة بين هذه الطبعة والطبعة السابقة، وأعاد تذوق وإعادة تقييم العديد من المواسم السابقة. يستقبل أسلوبه الواضح والمباشر كل من جامعي النبيذ ذوي الخبرة والمبتدئين الطامحين إلى لذائذ النبيذ الرفيع وقصور بوردو الرائعة.
ينظم الكتاب حسب التسمية الجغرافية، حيث يتنقل منتسبين حرفيًا من منتج إلى آخر، ويقدم معلومات أساسية ونظرة عامة عن العقار وأصحابه، مدرجًا كل موسم، ويتضمن تقييمات رقمية وملاحظات تذوق مفصلة لمعظم نبيذ تلك القصر على مدى السنوات السبع والثلاثين الماضية. وفي نهاية كل مذاق، يقدر باركر “نضج العنب المتوقع” – نطاق الوقت الذي يجب أن يبلغ فيه النبيذ ذروته من حيث النكهة والتوازن – ويختتم كل إدخال بملخص للمواسم القديمة للقصر. في جميع هذه التعليقات ومذاق النبيذ، لا يوجد شك أبدًا أن هذا هو أكثر دليل استهلاكي شمولًا على نبيذ بوردو تم كتابته على الإطلاق.
من هم صانعو أفضل وأسوأ النبيذ في بوردو؟ ما هو سجل معين لقصر معين على مدى الثلاثين أو الأربعين عامًا الماضية؟ ما هي القصور المُرَوَّجة والمُفَرطَة في سعرها؟ والتي هي مُظلمَة ومُفَرَطَة في سعرها؟ دائماً بعين الاعتبار نحو المستهلك، يميز باركر بين القيمة الحقيقية والقيمة المتصوّرة.
في حين تشغل معظم الكتاب هذه التقييمات، تقدم الفصول الافتتاحية والختامية للكتاب للقراء إحساسًا حقيقيًا بالتغييرات في المنطقة ومواسمها. تتناول هذه القضايا الحرجة مثل: من يؤثر بشكل كبير على أساليب صناعة النبيذ؟، ما هو الدور الذي يلعبه التكنولوجيا في إنتاج النبيذ الحديث؟، وما هو التأثير الذي تتركه العلامات الثانوية على جودة العلامة الأولى؟ يتم معالجة هذه الأسئلة هنا. يصف باركر أيضًا ظروف النمو في المنطقة سنة بعد سنة، حيث يخصص الكثير من الوقت لمناقشة موسم عام 1995 الذي يعتبره “أفضل موسم بشكل ثابت منذ عام 1990”. بالإضافة إلى ذلك، يقيم باركر تصنيفات بوردو، وتأثير التربة على العنب، وعمليات إعداد النبيذ المختلفة. ثم يكمل هذا الحجم الرائع بدليل المستخدم لنبيذ بوردو، ومعلومات عملية حول السفر والتناول لرحلات النبيذ، ومعجم كامل للمصطلحات، وفهرس سريع للكتاب بأكمله.
كأول كتاب يتناول التفاصيل الدقيقة للمواسم في عامي 1995 و1996 و1997 – المواسم التي يُشيد بأنها أفضل على الإطلاق – تعتبر الطبعة الثالثة من “بوردو” أفضل أداة لاتخاذ قرارات الشراء والاستهلاك. من كاتب النبيذ الذي تسميه صحيفة “ذا صنداي تايمز” (لندن) “أفضل تجربة وأكثر مصداقية في العالم”، يوفر “بوردو” كل المعلومات التي يحتاجها المستهلك اليوم لاختيار الزجاجة المثالية.