طيور

تربية عصافير الأسترالي

تربية عصافير الأسترالي: دليل شامل ومفصل

تُعد عصافير الأسترالي أو البادجي (Budgerigar) واحدة من أكثر الطيور الأليفة شعبية في العالم نظرًا لجمالها، ألوانها الزاهية، سهولة تربيتها، وسلوكها الاجتماعي المحبب. تعود أصول هذه الطيور إلى أستراليا حيث تعيش في البرية ضمن أسراب كبيرة، وقد تم تدجينها وانتشارها في جميع أنحاء العالم لتصبح من أكثر طيور الزينة طلبًا. تتطلب تربية هذا النوع من العصافير معرفة دقيقة باحتياجاتها اليومية من التغذية، البيئة، العناية الصحية والتكاثر لضمان حياة صحية وطويلة لها.

الموطن الطبيعي والتأقلم في البيئة المنزلية

في بيئتها الطبيعية، تعيش عصافير الأسترالي في المناطق الجافة والمفتوحة، وتتنقل في أسراب للبحث عن الغذاء والماء. هذه البيئة منحتها قدرة عالية على التأقلم والتحمل. عند تربيتها في المنازل، تحتاج إلى بيئة تحاكي بعض جوانب حياتها البرية مثل المساحات الواسعة للحركة والتفاعل الاجتماعي.

مواضيع ذات صلة

يُعد القفص جزءًا أساسيًا في تربية عصافير الأسترالي. يجب أن يكون القفص فسيحًا يسمح للطائر بالطيران والتحليق داخله. يفضل أن تكون أبعاده لا تقل عن 60 سم للطول و40 سم للعرض و50 سم للارتفاع، وكلما كان القفص أكبر كلما كان أفضل لصحة الطائر النفسية والجسدية. يجب أن يحتوي القفص على مجاثم خشبية طبيعية بأقطار متفاوتة لتقوية عضلات القدم، مع ضرورة تنظيفه بشكل دوري لمنع تراكم الفضلات والبكتيريا.

التغذية السليمة لعصافير الأسترالي

النظام الغذائي لعصافير الأسترالي له تأثير مباشر على صحتها وطول عمرها. في البرية، تتغذى هذه الطيور على البذور الطازجة، الحبوب، الأعشاب وبعض أنواع النباتات. في البيئة المنزلية، يجب تقديم نظام غذائي متنوع ومتوازن يتضمن:

  • البذور المختلطة: مثل بذور الدخن وبذور الكناري وبذور الفلارس، مع الانتباه إلى أن النظام الغذائي المعتمد كليًا على البذور قد يؤدي إلى نقص الفيتامينات.

  • الخضروات الطازجة: مثل الجرجير، الخس، السبانخ، الجزر المبشور، البروكلي، والفلفل الحلو. يجب غسل الخضروات جيدًا وتقديمها بكميات معتدلة لتفادي الإسهال.

  • الفواكه: مثل التفاح والكمثرى مع إزالة البذور السامة للطائر. يمكن تقديم القليل من الموز أو العنب ولكن بشكل متقطع بسبب ارتفاع نسبة السكريات.

  • الكالسيوم: يُعد حجر الكالسيوم أو عظام الحبار مصدرًا مهمًا للحفاظ على صحة عظام الطائر، خاصة أثناء فترة وضع البيض.

  • البيض المسلوق المهروس: يقدم كمصدر غني بالبروتينات خاصة في فترة التكاثر.

  • مياه نظيفة ومتجددة: يجب تغيير الماء يوميًا لضمان عدم نمو البكتيريا أو الطفيليات.

يُمنع تقديم الشوكولاتة، الأفوكادو، القهوة، أو الأطعمة المالحة لأنها سامة لعصافير الأسترالي.

العناية الصحية والوقاية

العناية الصحية المنتظمة تضمن لعصافير الأسترالي حياة أطول وجودة صحية أفضل. من العلامات التي تدل على صحة الطائر:

  • نشاط وحيوية مستمرة

  • ريش نظيف ولامع

  • شهية طبيعية

  • فضلات منتظمة بالشكل واللون المعتاد

عند ملاحظة خمول، نفش الريش، فقدان الشهية، تغيّر لون الفضلات أو صعوبة في التنفس، ينبغي استشارة طبيب بيطري مختص بالطيور بشكل فوري.

تشمل إجراءات الوقاية ما يلي:

  • تنظيف القفص والمجاثم والأواني بشكل منتظم باستخدام الماء والصابون الطبي.

  • تجنب التيارات الهوائية المباشرة التي قد تسبب نزلات برد للطائر.

  • تجنب تعريض الطائر لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.

  • توفير إضاءة طبيعية منتظمة لدعم الساعة البيولوجية للطائر.

  • تجنب وضع القفص في أماكن ذات ضجيج مفرط.

السلوك الاجتماعي والترويض

عصافير الأسترالي طيور اجتماعية بطبيعتها، تعيش في أسراب وتحب التفاعل مع محيطها. عند تربيتها في المنزل، يُفضل أن تعيش كأزواج أو مجموعات صغيرة لتجنب شعورها بالوحدة.

تتميز هذه العصافير بالذكاء والقدرة على التكيف مع الإنسان بسهولة. يمكن ترويضها وجعلها تألف المربي من خلال الصبر والتعامل اللطيف. يحتاج الطائر لفترات يومية من التفاعل خارج القفص تحت مراقبة مشددة لضمان سلامته.

الترويض الناجح يتطلب الخطوات التالية:

  • التحدث مع الطائر بصوت هادئ ومتكرر لتعزيز الشعور بالأمان.

  • إطعامه بعض الحبوب من اليد تدريجيًا حتى يشعر بالثقة.

  • تدريبه على الصعود على اليد بشكل تدريجي.

  • تخصيص وقت كافٍ للطائر يوميًا لتجنب إصابته بالملل.

يمكن لبعض عصافير الأسترالي تعلم تقليد بعض الأصوات والكلمات البسيطة مع التدريب المستمر، لكنها لا تصل لمستوى طيور الببغاء الكبيرة في تقليد الكلام.

تكاثر عصافير الأسترالي

يُعد تكاثر عصافير الأسترالي من الجوانب التي تثير اهتمام العديد من المربين نظرًا لسهولة العملية نسبيًا مقارنة بأنواع أخرى من الطيور.

اختيار الأزواج

يجب اختيار أزواج ناضجة صحيًا بعمر يتراوح بين 8 أشهر إلى سنة لضمان نجاح عملية التزاوج. تظهر علامات الجهوزية للتزاوج على الأنثى من خلال نشاطها وبحثها عن مكان مناسب للعش، بينما يكون الذكر أكثر حيوية ويقوم برقصات لجذب الأنثى.

تجهيز القفص وعش التزاوج

يُجهز القفص بوضع عش خشبي مغلق يُناسب حجم العصفور مع فتحة دخول مناسبة. يفضل وضع القليل من نشارة الخشب في أرضية العش لتهيئة بيئة ملائمة.

عملية التزاوج ووضع البيض

بعد التزاوج، تضع الأنثى عادة من 4 إلى 6 بيضات بفاصل يومين بين كل بيضة وأخرى. تبدأ الأنثى بحضن البيض بعد وضع البيضة الثانية، وتستمر فترة الحضانة من 18 إلى 21 يومًا.

رعاية الفراخ

عند الفقس، يكون الصغار بحاجة ماسة إلى التغذية المستمرة التي يقوم بها الأبوان من خلال إطعامهم الطعام المهضوم. يجب توفير البيض المسلوق المهروس والبذور الطرية لدعم تغذية الصغار.

بعد 30 إلى 40 يومًا تبدأ الفراخ في مغادرة العش تدريجيًا، وتُفطم كليًا بعد مرور حوالي 45 يومًا.

العناية بالفترة التالية للفطام

بعد الفطام، يجب مراقبة الفراخ للتأكد من قدرتها على تناول الطعام بمفردها، ويمكن فصلها عن الأبوين تدريجيًا لتجنب النزاعات المحتملة على المساحة أو الطعام.

التحديات الصحية أثناء التربية

عصافير الأسترالي معرضة للإصابة بعدد من الأمراض الشائعة مثل:

  • الإسهال: غالبًا ما يكون نتيجة تغذية خاطئة أو تلوث الماء.

  • الالتهابات التنفسية: بسبب التعرض للبرد أو التيارات الهوائية.

  • قمل الريش: يمكن أن يسبب الحكة وتساقط الريش.

  • السمنة: نتيجة قلة الحركة والإفراط في تناول البذور الدهنية.

  • التهاب الأرجل والقشور: بسبب الإصابة بالطفيليات الجلدية.

الوقاية تبدأ بتوفير بيئة نظيفة، تغذية متوازنة، وفحص الطائر دوريًا. وفي حال الإصابة، يجب اللجوء للطبيب البيطري بسرعة لعلاج الحالة قبل تفاقمها.

الأنشطة اليومية وأهمية الترفيه

عصافير الأسترالي كائنات نشيطة للغاية، تحتاج إلى ممارسة الحركة والطيران داخل القفص وخارجه. يجب توفير ألعاب مثل السلالم، الأراجيح، الأجراس، الحلقات والألعاب الخشبية لتشجيعها على النشاط البدني.

يساعد الترفيه المستمر على:

  • الوقاية من السلوكيات العدوانية الناتجة عن الملل.

  • تقوية عضلات الجناح والأطراف.

  • تعزيز الذكاء والقدرة على التفاعل.

  • الحفاظ على صحة نفسية جيدة للطائر.

يفضل تغيير الألعاب بشكل دوري لتجديد اهتمام الطائر بها.

جدول العناية اليومية لعصافير الأسترالي

النشاط التكرار الملاحظات
تغيير الماء يوميًا يُستخدم ماء نظيف وخالٍ من الكلور
تنظيف أواني الطعام يوميًا يمنع تراكم البكتيريا
تنظيف القفص مرتين أسبوعيًا استخدام صابون طبي وشطف جيد
تقديم الخضروات الطازجة 3-4 مرات أسبوعيًا بكميات معتدلة
تقديم الكالسيوم متواصل حجر الكالسيوم أو عظام الحبار
التفاعل مع الطائر يوميًا (30 دقيقة على الأقل) ضروري لصحة الطائر النفسية
فحص صحة الطائر أسبوعيًا مراقبة الوزن والريش والنشاط
تعريض الطائر للشمس 15-20 دقيقة يوميًا غير مباشر لتجنب الاحتباس الحراري

مدة حياة عصافير الأسترالي

في الظروف المثالية للتربية المنزلية مع توفير التغذية الجيدة والرعاية الصحية المناسبة، يمكن أن تعيش عصافير الأسترالي من 10 إلى 15 سنة، وقد تصل إلى 18 سنة في بعض الحالات الاستثنائية.

مراجع

  1. Australian Government, Department of the Environment – Budgerigar profile

  2. BirdLife International – Species factsheet: Melopsittacus undulatus