“بنات بريطانيا: حياة وأوقات الزوجات الدبلوماسيات”، هو كتاب يأخذنا في رحلة مشوقة إلى عالم الدبلوماسية البريطانية من خلال عيون النساء اللاتي شكلن ركيزة أساسية في هذا السياق التاريخي المعقد. يأتي هذا العمل الأدبي من قبل الكاتبة كايتي هيكمان، التي استخدمت مزيجًا رائعًا من السيرة الشخصية المؤثرة والتاريخ الاجتماعي المسلي لرسم صورة فريدة لحياة الدبلوماسيات كما لم تُسلط الضوء عليها من قبل.
تعرض الكاتبة في هذا العمل الفني قصص حياة نساء بريطانيات كنّ لسان حال الدبلوماسيين في أقاصي العالم. من بين هؤلاء النساء اللواتي قامن بتمثيل بريطانيا في أرجاء العالم البعيدة، نجد السيدة ماري وورتلي مونتاجو، وفيتا ساكفيل-ويست، والسيدة ديانا كوبر. ورغم أن هؤلاء النساء كنّ زوجات دبلوماسيين ولعبن دورًا حيويًا، فإن الغالبية العظمى منهن لم يكتشفن مكانًا لهن في سجلات التاريخ.
من هي السيدة فيغور التي كانت تنشر الشائعات من سانت بطرسبرج في الثلاثينيات من القرن الثامن عشر حول مكائد الحاكم الإمبراطوري؟ ومن هي الآنسة تولي، التي كانت محبوسة في القنصلية البريطانية في طرابلس المنكوبة بالجوع عشية الثورة الفرنسية؟ يتناول هيكمان هذه القصص وغيرها، مستفيدة من رسائل الزوجات الدبلوماسيين، واليوميات الشخصية، وذكرياتهن، بالإضافة إلى التاريخ الشفوي المعاصر.
تقوم كايتي هيكمان بفحص ليس فقط البهرجة العامة وسحر الحياة الدبلوماسية، ولكن أيضًا الوجه الأكثر حميمية وخصوصية في هذا العالم الغامض والذي يشع بالسرية. بعيدًا عن حياة الرفاهية والامتياز، كانت حياة الكثير من النساء قاسية، وكانت تعيش في ظروف معزولة تتطلب منهن استدراكًا وقوة غير عادية. كانت الرحلات تستغرق أشهرًا للاكتمال، وكانت مرافق الرعاية الصحية غالبًا غير متطورة أو غير موجودة تمامًا. وكان الأطفال الصغار يموتون بسبب الظروف، ناهيك عن الحروب وعمليات الاختطاف ومحاولات الاغتيال.
تحقق كايتي هيكمان توازنًا بين قصص الدراما الكبيرة والذكريات المفصلة للحياة اليومية التي واجهت فيها النساء تحديات يومية مثل غلي قمصان زوجاتهن في أراضي شينجيانغ البرية أو البحث عن حجم صحيح لسترة مضادة للرصاص تناسب الزراعة في بيروت.
“بنات بريطانيا” تطرح نظرة رائعة وجذابة على أكثر من ثلاثة قرون من الدبلوماسية البريطانية من خلال عيون بعض مشاركاتها الأكثر جرأة ولكنهن الأقل شهرة. إنه عمل تأريخي يفتح أبواب التفاصيل والحكايات الغير معروفة، مما يجعله ذا قيمة فائقة في سجلات الأدب التاريخي. صدر هذا الكتاب عن دار النشر ويليام مورو في يونيو 2001.”