في كتاب “بناء الثروة: القوانين الجديدة للأفراد والشركات والدول”، يتناول الاقتصادي الأمريكي من معهد التكنولوجيا بماساتشوستس، ليستر ثورو، قضية الإنشاء الثروة بشكل حاسم. يمثل هذا الكتاب خريطة ضرورية لكيفية بناء الثروة في اقتصاد عالمي قائم على المعرفة، للأفراد والشركات والدول على حد سواء.
لا شك أننا نقف على حافة الألفية الجديدة، وتطرح التكنولوجيات الجديدة في مجالات الميكروإلكترونيات والتكنولوجيا الحيوية والمواد الجديدة والاتصالات والروبوتات والحواسيب تحولا جوهريا في لعبة خلق الثروة. وبفضل تأثير هذه التكنولوجيات، تنمو الصناعات الجديدة (مثل البرمجيات وعلاج الجينات) بشكل متفجر وتتحول الصناعات القائمة (مثل البنوك والتجزئة) إلى شيء لا يمكن التعرف عليه بعد.
من هذه التحولات، ينبعث اقتصاد عالمي جديد ليحل محل الاقتصادات الوطنية القائمة. يبدو اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وحده تقريبًا يتمتع بفترة نمو غير مسبوقة. هل هذا النمو قابل للاستمرار؟ هل التكامل العالمي هو منفعة أم تهديد لهذا الاتجاه؟ هل ستثير القوى التي أدت إلى انهيار آسيا – أزمة يتم تقييمها بدقة في هذه الصفحات – عصرًا أكثر استمرارية من الركود أو أسوأ؟ هل يجب تباطؤ التكامل العالمي؟ هل يمكن تباطؤه؟ ما الذي ينتظرنا في المستقبل القريب؟
ما هي المهارات المطلوبة للنجاح في هذا الاقتصاد الجديد؟ ما هي القوانين الجديدة التي يجب أن تنطبق على إنشاء وحماية الأفكار الجديدة؟ كيف ستؤثر المشاكل البيئية مثل الاحتباس الحراري على خلق الثروة؟ كيف يمكن أن ترتفع الثروة القابلة للتسويق بمعدلات أسرع على الرغم من تباطؤ نمو الإنتاجية؟ كيف يمكن للدول إنشاء نظام اجتماعي يمكن فيه ازدهار الروح ريادية الأعمال دون خلق معارضة دخلية وفجوات ثروة تهدد النظام؟
في الفصول الأخيرة المبتكرة من “بناء الثروة”، يوجه البروفيسور ثورو اهتمامه إلى القطاعات الاقتصادية الرئيسية الثلاثة للعالم حاليًا: أمريكا وشرق آسيا وأوروبا. ويقدم تحليلاً حاداً لكل منها كمنافسة هامة في العقود القادمة، ويتنبأ بالنتيجة المحتملة للقوى المعقدة التي تشكل المجتمع العالمي حاليًا.
هذا الكتاب يعد مرجعًا أساسيًا لكل شخص مهتم بفهم تطورات الاقتصاد العالمي والقوى التي تحدده. من المهم للغاية فهم كيف يمكن للأفراد والشركات والدول الازدهار في هذه الحقبة المتغيرة باستمرار، وهذا ما يقدمه ثورو بأسلوب واضح وتحليل عميق، مما يجعل “بناء الثروة” قراءة لا غنى عنها لكل من يسعى للنجاح في الاقتصاد العالمي الحديث.