تعد كتاب “شموع خلف الجدار: أبطال الثورة السلمية التي هزت الشيوعية”، للكاتبة باربرا فون دير هيدت، من أعمال الأدب التاريخي التي تتناول فترة الثورة السلمية التي أطاحت بالشيوعية. يمتلك هذا الكتاب العديد من العناصر التي يمكن أن تثير الفضول والانتباه، فهو يحمل في طياته القصص الملهمة لأشخاص بسيطين لكنهم استثنائيين، والذين كانوا جزءًا من الآلاف الذين شكلوا ثورة معنوية وروحية وسياسية في شرق أوروبا والاتحاد السوفيتي، مما أدى في النهاية إلى انهيار الشيوعية – واحدة من أهم الأحداث في التاريخ الحديث.
عند سقوط جدار برلين في عام 1989، بدأت باربرا فون دير هيدت مبادرة خاصة في غرب ألمانيا لمساعدة اللاجئين من شرق أوروبا. بينما كانت تساعدهم في تلبية احتياجاتهم، كانوا يعطونها نظرة سريعة إلى الحياة التي عاشوها خلف الستار الحديدي، مخفية عن أعين العالم. وبينما كانت تعيد سرد خطواتها إلى برلين وليبزيغ ووارسو وبودابست وموسكو، اكتشفت فون دير هيدت الجذور الروحية للثورة السلمية التي هزت الشيوعية.
مستندًا إلى أكثر من مائة مقابلة شخصية مع الأشخاص الذين عارضوا الشيوعية بنشاط، يصور كتاب “شموع خلف الجدار” بوضوح نهاية غير متوقعة لعصر معين. في ظل غبار الإمبراطورية الشيوعية المتهاوية، يروي أبطال لم يُكتب عنهم بالكفاءة ما حدث فعلًا.
تتناول الكتاب أيضًا الجوانب التاريخية والسياسية والاجتماعية لهذه الفترة الزمنية الملحمية، مما يمنح القارئ رؤية شاملة وعميقة للأحداث التي مرت بها أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يرسم الكتاب صورة للأبطال الغير معروفين الذين ساهموا في تغيير مسار التاريخ بمواقفهم الشجاعة ومواقفهم الأخلاقية القوية.
بمجموعها، يعتبر “شموع خلف الجدار” عملا أدبيا وتاريخيا قيما يسلط الضوء على فترة مهمة من تاريخ البشرية، ويجسد شخصيات حقيقية وأحداث واقعية بشكل يشد القارئ ويجذب انتباهه إلى تلك الفترة الملحمية التي غيرت مسار التاريخ.