في رحلة استكشافية عبر صفحات كتاب “بعد الحياة بخطوة” للكاتب يحيى القيسي، نجد أنفسنا أمام تحفة أدبية تتجلى في كلماتها الجميلة وتشع في سطورها بريقاً من الفكر العميق. يبدو أن الكاتب قد ألقى بنفسه في غمار التاريخ، محاولاً استرجاع الحقائق المدفونة والتي تأثرت بين طيات الزمن وتداخلت معها أيادي الغزاة والمنتصرين وحتى المزورين.
الكتاب يتناول قضية التلاعب في تاريخ الإنسانية بأسلوب رائع، حيث يشير القيسي إلى أن الكثير مما ورد في السجلات التاريخية قد تعرض للتحريف والتلاعب. يستعرض الكاتب مفاهيم السيطرة والسلطة، وكيف يمكن للفرد أو الجماعة أن تتلاعب بالتاريخ لصالحها الشخصي أو الجماعي.
وفي سياق هذا الكتاب، يظهر السلطانة الطاغية والمتسلطة التي تعلو من يشاؤون علوًا، محاولين تغيير الحقائق وتزيينها بما يخدم أجندتهم. يُسلط الضوء على كيفية رفعهم من شأن أنفسهم وكيف يدعون أنهم أهل العرض والطين.
تجسد الصفحات الـ224 من الكتاب جهداً مبذولاً في استعادة جزء من التاريخ المفقود، حيث يستند القيسي إلى الأبحاث والدراسات التي أجراها بعناية فائقة. يضيء الكاتب على الحقائق الكامنة وراء الأحداث التاريخية، وكيف تم تشويهها وتحريفها لخدمة أغراض معينة.
تعكس اللغة السلسة والغنية في الكتاب مدى اهتمام الكاتب بتقديم قصة تنقل القارئ عبر الزمن وتشعره بأهمية فهم التاريخ الحقيقي. تقدم المؤسسة العربية للدراسات والنشر هذا العمل الأدبي الرائع الذي يندرج تحت فئة الأدب والخيال، وتضيف للمكتبة العربية إصدارًا يثري الحوار حول التاريخ والحقائق المخفية.
وفيما يتعلق بالغلاف الورقي، يعزز اللمسة الفنية والاهتمام بالتفاصيل جاذبية الكتاب، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل عاشق للقراءة والتفكير في عمق الأحداث التاريخية.