عندما يتخذ الموظف قرار مغادرة مكان عمله، فإنه يدخل في مرحلة دقيقة تتطلب التفكير الجاد والاتزان العاطفي. فالتخطيط الجيد للمغادرة لا يتوقف فقط عند تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها عند ترك الوظيفة، بل يمتد ليشمل أيضًا تجنب تصرفات قد تؤثر سلبًا على سمعتك المهنية أو العلاقات المستقبلية. هذه المرحلة قد تكون مليئة بالمشاعر المختلفة، مثل الفرح، القلق، وحتى الندم، لكن هناك بعض الأمور التي يجب عليك أن تتجنبها لتظل محترفًا حتى آخر لحظة.
1. تجنب مغادرة العمل دون تقديم إشعار مسبق
من أبرز الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الموظف عند مغادرة عمله هو الرحيل المفاجئ دون إعطاء إشعار مسبق. في معظم بيئات العمل، يُتوقع من الموظف تقديم إشعار قبل المغادرة بفترة زمنية معينة، والتي غالبًا ما تكون من أسبوعين إلى شهر. هذا الإشعار يمنح صاحب العمل الوقت الكافي لترتيب البدائل أو إيجاد شخص آخر ليحل مكان الموظف المغادر.
التخلي عن هذه الممارسة قد يؤدي إلى تدهور العلاقة مع صاحب العمل وزملاء العمل على حد سواء. علاوة على ذلك، يمكن أن تنعكس هذه التصرفات على سمعتك المهنية، مما قد يؤثر على فرصك المستقبلية في الحصول على توصيات أو فرص عمل أخرى. يفضل دائمًا الحفاظ على الاحترافية، حتى في اللحظات الأخيرة في العمل.
2. تجنب الحديث بشكل سلبي عن الشركة أو الزملاء
من الطبيعي أن يشعر الموظف بعدم الرضا أو الانزعاج أثناء مغادرته للعمل، لكن يجب تجنب التحدث بشكل سلبي عن الشركة أو الزملاء عند اتخاذ قرار المغادرة. هذا لا يعني أن الموظف يجب أن يكون غير صريح في حال كانت لديه شكاوى أو مشاكل حقيقية، ولكن الأسلوب الصحيح هو التعبير عن الرغبة في التغيير بطريقة محترمة واحترافية.
قد تكون لديك بعض الأمور التي ترغب في تحسينها أو كنت تشعر بالاستياء من بعض السياسات أو القرارات داخل مكان العمل، لكن الحديث عنها بنبرة سلبية أثناء المغادرة قد ينعكس بشكل سلبي على سيرتك الذاتية وعلى سمعتك في مجتمع العمل. الحفاظ على تواصل مهني إيجابي مع الجميع في الشركة يعزز فرصك في الحفاظ على شبكة علاقات قوية في المستقبل.
3. تجنب تجاهل المسؤوليات المترتبة عليك بعد مغادرتك
عندما تقرر مغادرة عملك، يجب عليك أن تلتزم بكل المسؤوليات والمهام المتبقية عليك حتى اللحظة الأخيرة. عدم إتمام المهام أو تفويض الآخرين بشكل غير مناسب قد يؤدي إلى تراكم العمل على زملائك أو المديرين، مما قد يعكر صفو العلاقة معهم.
علاوة على ذلك، فإن ترك المشاريع غير مكتملة أو عدم نقل المعلومات الحيوية بشكل كافٍ قد يتسبب في مشاكل للعمل بعد مغادرتك. يُفضل دائمًا أن تضع خطة واضحة لتسليم مهامك وتوضيح الأمور العالقة لأي شخص سيتولى المسؤولية بعدك. هذه البادرة لن تعكس فقط احترامك لمكان العمل بل ستساهم أيضًا في الحفاظ على سمعتك المهنية حتى بعد مغادرتك.
4. تجنب المغادرة دون تحضير المستقبل المهني
تعد المغادرة من وظيفة ما بمثابة خطوة كبيرة نحو المستقبل، ومن الأفضل أن لا تترك كل شيء للصدفة. يجب أن تكون لديك فكرة واضحة عن خطوتك التالية قبل أن تغادر. قد تكون لديك عروض عمل جديدة أو مشاريع فردية ترغب في متابعتها، ولكن إذا لم تكن قد خططت لذلك مسبقًا، فإن مغادرتك قد تكون غير منظمة.
حتى إذا كنت تخطط للتوقف عن العمل مؤقتًا أو أخذ فترة استراحة، يجب أن تكون مستعدًا لهذا الانتقال. تجنب مغادرة العمل دون أي خطة واضحة قد يؤدي إلى شعور بالضياع أو ضغوط مالية في المستقبل. قم بتحديث سيرتك الذاتية أو ملفك المهني على منصات مثل LinkedIn، وابحث عن فرص مهنية جديدة أو دراسات يمكن أن تضيف لك قيمة في المستقبل.
5. تجنب إغلاق أبواب المستقبل والتواصل مع الزملاء بشكل مفاجئ
في بعض الأحيان، يعتقد الموظفون الذين يغادرون عملهم أنه يجب عليهم قطع العلاقات تمامًا مع زملائهم السابقين، سواء كان ذلك بسبب مشاعر الاستياء أو الاعتقاد أن العلاقات المهنية قد انتهت. هذا النوع من التصرفات يمكن أن يكون مدمراً من الناحية المهنية. في الحقيقة، شبكة العلاقات هي أحد أهم الأصول التي يمتلكها الفرد في حياته المهنية.
حتى بعد مغادرتك للعمل، من الضروري الحفاظ على التواصل مع الزملاء السابقين والمشرفين. هذا لا يعني أن تكون على تواصل دائم، ولكن البقاء على اتصال في المناسبات الخاصة أو عبر الشبكات المهنية يمكن أن يكون مفيدًا في المستقبل. قد تحتاج إلى مساعدة أو مشورة مهنية في وقت لاحق، وقد تكتشف أنه يمكن لزملائك السابقين مساعدتك في فتح أبواب جديدة أو تقديم فرص مهنية قد تكون غير متوقعة.
خاتمة
مغادرة العمل ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي فرصة لبداية جديدة، لكن يجب أن يتم التعامل معها بحذر شديد واحترافية عالية. تجنب الأخطاء التي تم ذكرها يساعد في الحفاظ على سمعتك المهنية، ويساهم في تسهيل انتقالك إلى فرص جديدة في المستقبل. إن التصرفات السلبية قد تترك انطباعًا سيئًا يدوم لفترة طويلة، بينما التصرفات المحترمة والمهنية تساعد في بناء علاقات قوية يمكن أن تفتح لك أبوابًا جديدة لاحقًا.
