بريستيك لعلاج الاكتئاب

مقال حول دواء بريستيك (Pristiq) لعلاج الاكتئاب

يُعد دواء “بريستيك” (Pristiq) من الأدوية المضادة للاكتئاب التي تستخدم بشكل شائع لعلاج الاكتئاب الشديد واضطرابات المزاج الأخرى. يعتبر هذا الدواء من فئة “مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين” (SNRIs)، ويعمل عن طريق تعديل توازن المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على المزاج، مما يساعد في تحسين الأعراض المرتبطة بالاكتئاب.

كيفية عمل دواء بريستيك (Pristiq)

يحتوي دواء بريستيك على المادة الفعالة “ديسفينلافاكسين” (Desvenlafaxine)، التي تعتبر من الجيل الثاني للأدوية المضادة للاكتئاب. يعمل هذا الدواء عن طريق زيادة مستويات النواقل العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والنورإبينفرين، مما يساعد في تحسين المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب. وبخلاف بعض الأدوية الأخرى، يُعتقد أن بريستيك يساعد في تحسين الطاقة والتركيز والاهتمام، وهي أعراض شائعة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

دواعي الاستخدام

يُستخدم دواء بريستيك بشكل رئيسي لعلاج اضطراب الاكتئاب الكبير، وهو حالة نفسية تتميز بمزاج منخفض، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم والشهية والطاقة. قد يُستخدم أيضًا لعلاج بعض اضطرابات القلق، ولكن غالبًا ما يكون الاكتئاب هو الاستخدام الرئيسي لهذا الدواء.

التقييم الفعّال للدواء

من حيث فعالية دواء بريستيك، أظهرت بعض الدراسات والتقارير الخاصة بالمرضى نتائج إيجابية بشكل عام. تشير التقارير إلى أن هذا الدواء يمكن أن يبدأ في إظهار تأثيره بعد عدة أسابيع من بدء العلاج، حيث يستغرق عادة من 4 إلى 6 أسابيع حتى يلاحظ المريض تحسنًا ملحوظًا في حالته النفسية. على الرغم من ذلك، تختلف استجابة المرضى من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على عدة عوامل مثل شدة الاكتئاب والحالة الصحية العامة للشخص.

تقييمات المرضى لدواء بريستيك

أحد المرضى الذي استخدم دواء بريستيك لمدة 18 شهرًا بمقدار 100 ملغ، ذكر تجربته الشخصية قائلاً: “لقد كنت على دواء بريستيك لمدة 18 شهرًا بجرعة 100 ملغ. استغرق الأمر حوالي 4 إلى 5 أسابيع حتى يبدأ في مساعدتي على الحصول على نظرة أكثر استرخاءً للحياة. لا زلت أواجه الكثير من الآثار الجانبية التي يتحدث عنها الجميع. إذا نسيت تناول الحبوب ليوم أو يومين، أعود مباشرة إلى الحالة التي كنت فيها.” من هذه التجربة يمكن ملاحظة أن التأثير الإيجابي لدواء بريستيك قد لا يظهر إلا بعد فترة من الاستخدام المنتظم، وأن التوقف عن تناوله أو نسيانه يمكن أن يؤدي إلى عودة الأعراض.

الآثار الجانبية لدواء بريستيك

مثل معظم الأدوية المضادة للاكتئاب، قد يُصاحب دواء بريستيك بعض الآثار الجانبية، وقد تكون هذه الآثار متفاوتة من شخص لآخر. تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء بريستيك ما يلي:

• الغثيان: من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، وقد يشعر المرضى بالغثيان خاصة في بداية العلاج.
• الدوخة: يمكن أن يعاني بعض المرضى من دوار أو دوخة، خاصة عند الوقوف بسرعة.
• جفاف الفم: يعد جفاف الفم أحد الأعراض الجانبية المعتادة التي قد يواجهها المرضى أثناء استخدام الدواء.
• التعب أو الإرهاق: في بعض الحالات، يمكن أن يشعر المرضى بزيادة في الإرهاق أو التعب.
• زيادة في ضغط الدم: قد يؤدي الاستخدام المستمر للدواء إلى زيادة خفيفة في ضغط الدم، وهو أمر يجب مراقبته بعناية.

وفي حالات نادرة، قد تظهر آثار جانبية أكثر خطورة مثل التفكير في الانتحار أو تغيرات مفاجئة في المزاج، مما يتطلب التوقف عن استخدام الدواء والتوجه إلى الطبيب.

متى يظهر تأثير الدواء؟

كما ذكرنا سابقًا، عادة ما يستغرق دواء بريستيك حوالي 4 إلى 6 أسابيع ليظهر تأثيره الكامل. خلال هذه الفترة، قد يبدأ المرضى في ملاحظة تحسن تدريجي في مزاجهم ومستوى طاقاتهم. مع ذلك، فإن التوقف عن تناول الدواء أو تقليص الجرعة فجأة قد يؤدي إلى عودة الأعراض، كما ذكر أحد المرضى في تقييمه.

عدد المرات التي يتم فيها وصف الدواء

حسب البيانات المتاحة، يتم وصف دواء بريستيك في المتوسط حوالي 27 مرة من قبل الأطباء، وهذا يعكس أنه يُستخدم بشكل شائع لعلاج الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى. نظراً لفعاليته في التخفيف من أعراض الاكتئاب، يُعتبر بريستيك من الأدوية الموصى بها في الكثير من الحالات التي لا تستجيب للأدوية الأخرى.

الموافقة على الدواء من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية

تمت الموافقة على دواء بريستيك من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الثاني من ديسمبر 2012. وقد خضع هذا الدواء لعدة تجارب سريرية لتأكيد فعاليته وأمانه في علاج الاكتئاب. ومنذ ذلك الحين، أصبح خيارًا شائعًا بين الأطباء لعلاج اضطرابات الاكتئاب الشديد، خاصة في حالات عدم الاستجابة للأدوية الأخرى.

كيفية استخدام دواء بريستيك

يُعطى دواء بريستيك عادة عن طريق الفم، سواء كان مع الطعام أو بدونه. تبدأ الجرعة المعتادة للبالغين من 50 ملغ يوميًا، ويمكن أن يتم تعديل الجرعة تدريجيًا وفقًا لاستجابة المريض واحتياجاته. يجب على المرضى عدم تعديل الجرعة بأنفسهم، بل يجب عليهم الالتزام بتعليمات الطبيب بشكل صارم. من الضروري أيضًا تناول الدواء بانتظام وعدم التوقف عنه فجأة دون استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يؤدي إلى أعراض انسحابية مثل الدوار والصداع.

الخلاصة

دواء بريستيك هو خيار فعال لعلاج الاكتئاب الشديد ويُستخدم على نطاق واسع في علاج هذا الاضطراب. وعلى الرغم من فعاليته، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر لدى المرضى، ويجب أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق. من المهم أن يتابع المرضى مع أطبائهم في حال حدوث أي تغيرات في الحالة الصحية أو ظهور آثار جانبية شديدة.

من خلال تجربة بعض المرضى، مثل الذي ذكره أحدهم حول تأثير الدواء بعد 18 شهرًا من استخدامه، نجد أن تأثير دواء بريستيك يكون تدريجيًا، وقد يلاحظ المرضى تحسنًا بعد عدة أسابيع من بدء العلاج. ورغم أن تأثير الدواء إيجابي في الغالب، إلا أن التوقف عن تناوله أو نسيانه يمكن أن يعيد الأعراض بسرعة.