بريستيك لعلاج الاكتئاب

الدواء: بريستيك (Pristiq) – لعلاج الاكتئاب

مقدمة:

يعتبر الاكتئاب من أكثر الحالات النفسية شيوعًا في العالم، حيث يعاني منه الملايين من الأشخاص في مختلف الأعمار والأجناس. ومن أجل معالجة هذا الاضطراب النفسي، تم تطوير العديد من الأدوية التي تستهدف تحسين المزاج وتخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب. أحد هذه الأدوية هو بريستيك (Pristiq)، الذي يُستخدم بشكل رئيسي في علاج الاكتئاب، ويعتبر من ضمن الأدوية المضادة للاكتئاب التي تنتمي إلى فئة مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRI). سنستعرض في هذا المقال تفاصيل عن بريستيك، استخداماته، آراء المرضى عنه، فعاليته، وتاريخ الموافقة عليه من قبل الهيئات الصحية.

بريستيك (Pristiq): ما هو؟

بريستيك هو الاسم التجاري للدواء الذي يحتوي على المادة الفعالة ديسفينلافاكسين (Desvenlafaxine)، وهو من الأدوية المضادة للاكتئاب التي تعمل عن طريق زيادة مستويات النواقل العصبية السيروتونين والنورإبينفرين في الدماغ. هذه النواقل العصبية تلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج والشعور بالسعادة. وبالتالي، فإن زيادة مستوياتها يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأشياء، وقلة الطاقة.

تم تطوير هذا الدواء ليكون بديلاً للأدوية التقليدية من نفس الفئة مثل سيمبالتا (Cymbalta) و إيفكسور (Effexor)، ويتميز بريستيك بآلية عمله الفعالة التي تستهدف النواقل العصبية المهمة في الدماغ.

آلية عمل الدواء

يعمل بريستيك بشكل رئيسي عن طريق تثبيط إعادة امتصاص النواقل العصبية السيروتونين والنورإبينفرين في الدماغ. هذا يعزز من نشاط هذه النواقل ويمنح الدماغ القدرة على التحكم بشكل أفضل في المزاج والأحاسيس. ونتيجة لذلك، يُحسن بريستيك من الأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل الحزن، قلة الطاقة، اضطرابات النوم، وفقدان الاهتمام.

تاريخ الموافقة

تمت الموافقة على بريستيك من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 10 ديسمبر 2015 كدواء معتمد لعلاج الاكتئاب. ومنذ ذلك الوقت أصبح بريستيك خيارًا مهمًا للعديد من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، خصوصًا لأولئك الذين لم يحققوا استجابة جيدة للأدوية الأخرى.

الفعالية:

تتفاوت استجابة المرضى لبريستيك، حيث قد يشعر البعض بتحسن كبير بعد فترة قصيرة من بدء العلاج، بينما يحتاج البعض الآخر إلى وقت أطول حتى يظهر تأثير الدواء بشكل كامل. بناءً على تقييم المرضى، سجل الدواء تقييمًا متوسطًا للفعالية بلغ 6 من 10. هذا التقييم يعكس تجارب مختلطة، حيث يلاحظ بعض المرضى تحسنًا ملحوظًا في حالاتهم النفسية، بينما يعاني آخرون من بعض الآثار الجانبية.

آراء المرضى:

من خلال تجربة أحد المرضى، يبدو أن هناك تباينًا في تأثير بريستيك على الحالة النفسية. يقول المريض:

“لقد كنت أتناول مضادات الاكتئاب منذ سنوات؛ مثل بروزاك (Prozac) و سيلكسا (Celexa) و سيمبالتا (Cymbalta)، والآن بريستيك. دائمًا ما كنت أواجه صعوبة في التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب وأحتاج إلى العودة إلى الدواء بعد فترة. توقفت عن تناول بريستيك في مرة من المرات، ولكني شعرت بضرورة العودة إليه بعد فترة. في المرة الأخيرة التي بدأت فيها تناول بريستيك، شعرت بتحسن كبير بعد بضعة أسابيع، وكنت أشعر أن كل شيء عاد إلى طبيعته. ثم بدأت ألاحظ أعراضًا جديدة للاكتئاب مثل ضباب الدماغ، وفقدان الدافع، والشعور بالتعب، والنسيان الكبير. سافرت إلى مدينة أخرى ونسيت أخذ الحبوب معي. لكن كان هناك تحول غريب؛ شعرت بتحسن كبير في اليوم التالي! وكل يوم كان يتحسن حالتي أكثر.”

توضح هذه التجربة أن الدواء قد يساهم في تحسين المزاج في بعض الحالات، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل النسيان والإرهاق في حالات أخرى. لكن الشيء اللافت في هذه التجربة هو التحسن الملحوظ عند التوقف عن تناول الدواء، وهو ما يعكس تباين الاستجابة لدى المرضى.

الآثار الجانبية لبريستيك:

كما هو الحال مع أي دواء، فإن بريستيك قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي تختلف من مريض لآخر. من بين الآثار الجانبية الشائعة التي تم الإبلاغ عنها:

• الغثيان.
• الدوخة.
• الأرق.
• جفاف الفم.
• فقدان الشهية.
• زيادة التعرق.

أما الآثار الجانبية الأكثر خطورة فتشمل:

• أفكار انتحارية (خصوصًا في المراحل المبكرة من العلاج).
• مشاكل قلبية.
• ارتفاع ضغط الدم.

من الضروري أن يتم متابعة المرضى من قبل الطبيب المختص أثناء استخدام بريستيك لضمان أنه يتم تناوله بالشكل الأمثل ومنع حدوث أي آثار سلبية خطيرة.

عدد مرات وصف الدواء:

وفقًا للبيانات المتاحة، تم وصف بريستيك حوالي 27 مرة حتى الآن في حالات الاكتئاب، مما يشير إلى أن الدواء يتم استخدامه بشكل منتظم من قبل المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المستمر أو المزمن.

الجرعة وطريقة الاستخدام:

تختلف الجرعة المثالية لبريستيك حسب حالة المريض ومدى استجابته للعلاج. عادةً ما يبدأ المرضى بجرعة منخفضة، مثل 50 ملغ يوميًا، ومن ثم يتم زيادة الجرعة تدريجيًا حسب توجيهات الطبيب. في بعض الحالات، قد يتم تعديل الجرعة لتناسب احتياجات المريض بشكل أفضل.

ينبغي على المرضى أن يتبعوا إرشادات الطبيب بشأن الجرعة وعدم التوقف عن تناول الدواء بشكل مفاجئ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى أعراض انسحابية قد تكون مزعجة.

التفاعل مع الأدوية الأخرى:

يجب على المرضى الذين يتناولون أدوية أخرى استشارة الطبيب قبل بدء العلاج باستخدام بريستيك. فالتفاعل بين بريستيك وبعض الأدوية قد يؤدي إلى زيادة مخاطر الآثار الجانبية أو قد يقلل من فعالية الأدوية الأخرى. من الأدوية التي قد تتفاعل مع بريستيك:

• أدوية مضادة للاكتئاب الأخرى (مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRI).
• أدوية مضادة للفطريات.
• أدوية مضادة للفطريات.

من المهم أيضًا إبلاغ الطبيب بأي مكملات غذائية أو أعشاب يتم تناولها بشكل منتظم.

الاستنتاج:

بريستيك هو دواء فعال في علاج الاكتئاب، وقد ثبت أنه يساعد العديد من المرضى في تحسين حالتهم النفسية والتغلب على أعراض الاكتئاب. ومع ذلك، لا يخلو من بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض الأفراد بشكل ملحوظ. قد يشعر بعض المرضى بتحسن كبير بعد فترة قصيرة من بدء العلاج، بينما يعاني آخرون من أعراض جانبية قد تؤدي إلى توقفهم عن الدواء. على الرغم من ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام بريستيك ومتابعة العلاج بشكل دوري لضمان أفضل النتائج وتجنب أي آثار سلبية قد تؤثر على صحة المريض.

تاريخ الموافقة: تمت الموافقة على الدواء في 10 ديسمبر 2015.