دواء بريستيك (Pristiq) هو أحد الأدوية المضادة للاكتئاب التي تُستخدم بشكل رئيسي في علاج حالات الاكتئاب الكبرى. يعتبر بريستيك من أدوية مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية (SNRIs)، وهو يعمل على تعزيز مستوى الناقلات العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والنورإبينفرين، مما يساهم في تحسين الحالة المزاجية وتقليل الأعراض الاكتئابية. تم تطوير الدواء من قبل شركة “فيرنر فان” وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 19 سبتمبر 2015. يتوفر بريستيك بأشكال دوائية مختلفة، ومنها الأقراص الفموية.
الاستخدام الطبي لبريستيك:
يستخدم بريستيك بشكل رئيسي لعلاج الاكتئاب الشديد (الذي يطلق عليه أحيانًا الاكتئاب الكبير)، وهو حالة نفسية تتميز بمزاج منخفض طوال الوقت وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية. يمكن أن يكون الاكتئاب مصحوبًا بالعديد من الأعراض مثل الشعور بالعجز، التغيرات في النوم أو الشهية، الأفكار السلبية المتكررة، وحتى التفكير في الانتحار. يعتمد العلاج باستخدام بريستيك على تعزيز التوازن الكيميائي في الدماغ، وبذلك يساعد المرضى على الشعور بتحسن تدريجي في مزاجهم.
مميزات بريستيك وتأثيره على المرضى:
يعد بريستيك خيارًا مهمًا لبعض المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، خاصة لأولئك الذين لم يتفاعلوا بشكل إيجابي مع أدوية أخرى مثل مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل “ليكسابرو” (Lexapro). ومن خلال تجارب العديد من المرضى، تبين أن بريستيك يمكن أن يكون له تأثير فعّال على تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب، مع آثار جانبية أقل وضوحًا مقارنة ببعض الأدوية الأخرى.
رأي المرضى في بريستيك:
من بين المراجعات التي تم الحصول عليها من بعض المرضى، نجد أن بريستيك قد أحدث فارقًا حقيقيًا في حياتهم اليومية. على سبيل المثال، ذكر أحد المرضى الذي جرب عدة أدوية مضادة للاكتئاب قبل بريستيك:
“كشخص يعاني من الاكتئاب ولم تكن له تجارب جيدة مع مضادات الاكتئاب الأخرى، يجب أن أقول إن هذا الدواء كان رائعًا. لقد جربت 6 إلى 8 أنواع مختلفة من الأدوية وكنت أشعر دائمًا أنها إما لا تعمل أو أن الآثار الجانبية كانت غير محتملة. ذهبت إلى طبيبي العام للتحدث عن العودة إلى استخدام ليكسابرو لأنه كان الدواء الذي حصلت معه على أفضل نتائج، لكنه كان يسبب لي فقدان الرغبة الجنسية. اقترح عليَّ طبيبي استخدام بريستيك، الذي يشبه ليكسابرو ولكن من المفترض ألا يتسبب في نفس الآثار الجانبية. حتى الآن (بعد 8 أسابيع)، أستطيع أن أقول إنه كان نعمة. لقد كان له تأثير كبير على الاكتئاب الذي كان يتطور ليصبح مزعجًا، وأنا أشعر الآن بعدم وجود أي آثار جانبية فورية.”
تقييم المرضى لبريستيك من حيث فعاليته بلغ 8 من 10، مما يدل على مستوى عالٍ من الرضا عن النتائج. كما لوحظ أن العديد من المرضى الذين جربوا بريستيك قد عانوا من تحسن واضح في مزاجهم وحياتهم اليومية دون المعاناة من الآثار الجانبية المزعجة التي قد ترافق الأدوية الأخرى.
الآثار الجانبية لبريستيك:
رغم أن بريستيك يُعتبر بشكل عام آمنًا وفعّالًا في علاج الاكتئاب، إلا أنه يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية. من أبرز الآثار الجانبية التي قد يواجهها بعض المرضى عند استخدام بريستيك:
- الصداع: قد يعاني بعض المرضى من صداع بسيط أو متوسط في بداية استخدام الدواء.
- الغثيان: من الممكن أن يشعر البعض بالغثيان، خصوصًا في الأيام الأولى من العلاج.
- الأرق أو النوم المفرط: بعض المرضى قد يعانون من صعوبة في النوم، بينما قد يعاني آخرون من النعاس المستمر.
- الدوار أو الدوخة: قد يشعر بعض المرضى بالدوار عند الوقوف أو التحرك بسرعة.
- التغيرات الجنسية: رغم أن بريستيك قد يكون أقل تأثيرًا على الرغبة الجنسية مقارنة بأدوية أخرى مثل ليكسابرو، إلا أن بعض المرضى قد يلاحظون انخفاضًا في الرغبة الجنسية أو صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية.
الأمان والفاعلية:
بريستيك يعتبر من الأدوية التي تتمتع بفعالية مثبتة علميًا في علاج الاكتئاب. من خلال الدراسات السريرية، أظهرت نتائج أن بريستيك يساعد على تحسين الأعراض النفسية للمريض بشكل تدريجي ولكن ملحوظ. بالإضافة إلى أنه يقلل من الشعور بالحزن الشديد والقلق، ويحسن القدرة على التركيز والنشاط.
كما يمكن أن يُستخدم بريستيك كجزء من خطة علاجية شاملة تشمل العلاج النفسي. غالبًا ما يُنصح باستخدام الدواء مع جلسات العلاج المعرفي السلوكي أو أنواع أخرى من العلاج النفسي لتعزيز التأثير العلاجي الشامل.
كيفية استخدام بريستيك:
عادةً ما يتم تناول بريستيك في صورة أقراص، ويفضل أن يتم تناوله في نفس الوقت كل يوم، سواء مع الطعام أو بدونه. في بداية العلاج، قد يُوصى بجرعة منخفضة من الدواء لتمكين الجسم من التكيف معه بشكل تدريجي. إذا كانت الجرعة تحتاج إلى تعديل، يجب على المريض أن يتبع التعليمات الطبية بدقة لتجنب أي تفاعلات غير مرغوب فيها.
تاريخ الموافقة والتوزيع:
تمت الموافقة على استخدام بريستيك من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 سبتمبر 2015. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الدواء من الخيارات المفضلة في علاج الاكتئاب الحاد، ويُستخدم في العديد من البلدان حول العالم. رغم أنه يختلف عن بعض الأدوية الأخرى في طريقة عمله، إلا أنه أظهر نتائج جيدة في علاج الاكتئاب مع آثار جانبية أقل مقارنة بالعديد من الأدوية الأخرى في نفس الفئة.
الخلاصة:
يعد بريستيك خيارًا جيدًا لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب ولم ينجحوا في التعامل مع أدوية أخرى. من خلال تجارب المرضى الذين قاموا باستخدامه، يمكن القول إنه يتمتع بفعالية جيدة في تخفيف أعراض الاكتئاب، مع عدد أقل من الآثار الجانبية المزعجة. من المهم أن يتابع المرضى العلاج تحت إشراف طبي، لضمان تحقيق أفضل النتائج والحد من أي تأثيرات سلبية.
الجدير بالذكر أن بريستيك ليس مناسبًا لكل المرضى، وقد يختلف تأثيره من شخص لآخر. لذا يجب على المرضى الذين يواجهون مشاكل صحية أخرى أو يتناولون أدوية أخرى استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام بريستيك.