في كتابها الرائع بعنوان “برود النساء”، قدمت الكاتبة فوزية الدريع رؤى عميقة وتحليلات دقيقة حول موضوع البرود الجنسي عند النساء. يتجلى في هذا العمل الأدبي الفريد أنه ورغم الجهود التي بذلتها الطب وأصحاب المهن العضوية والبيولوجية في فهم وتفسير طبيعة هذه الظاهرة، إلا أن الجوانب البيولوجية لم تقدم إجابات قاطعة أو حلا فعّالا.
يبدو أن المقاربة البيولوجية للبرود الجنسي عند النساء قد واجهت تحديات كبيرة، حيث أشارت الأرقام والإحصائيات إلى أن الفهم البيولوجي يظل هشًا وغير كافي لشرح هذه الظاهرة. يأتي هذا في سياق انعدام الوضوح الذي ظل يحيط بموضوع البرود الجنسي، خاصةً عند النساء، في صندوق الجنس، الذي استمر في تقديم رؤى ضعيفة جدا فيما يتعلق بهذا الجانب الهام من حياة الإنسان.
كتاب “برود النساء” يتناول هذا الموضوع الحساس بأسلوب متأنٍ وشامل، مستفيضًا في فحص التفاصيل والعوامل المؤثرة. وتظهر الكاتبة فوزية الدريع كمحللة متقنة تجمع بين النظرة العلمية والفهم العميق للجوانب النفسية والاجتماعية لهذه التجربة.
تأتي معلومات الكتاب على مدى 202 صفحة، وقد نشرته دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع في عام 1984. يأتي الكتاب بغلاف كرتوني يعكس رقي المحتوى وأهمية الموضوع. يندرج الكتاب تحت فئة الأسرة والطفل، ويتخذ من التربية الجنسية محورًا لتحليله العميق والمفصل.
باختصار، يمثل كتاب “برود النساء” إسهامًا قيمًا وفريدًا في مجال الأدب الطبي والتربية الجنسية، حيث يفتح الباب أمام قراءه لفهم أعمق لتلك الجوانب الحيوية والعقلية التي ترتبط بمفهوم البرود الجنسي عند النساء.