في العام 1861، أرقامٌ تاريخية تستحضرُ لنا ذكرى البركان الذي هزّ جزيرة ماكيان في هالماهيرا، إندونيسيا. إنه البركان الذي يحمل اسم “ماكيان”، والذي قد رفع اسم إندونيسيا في سجلات الأحداث الطبيعية بفعل نشاطه البركاني الذي بلغت ذروته في تلك اللحظة الفارقة من تاريخ البشرية.
تقع هذه الجبل الناري الضخم في إحداثيات جغرافية تظهر في خرائط العالم بخطوط العرض 0.32 وخطوط الطول 127.4، مما يجعله محطّ اهتمام العلماء والجيولوجيين نظرًا لموقعه الاستوائي الفريد. يرتفع البركان إلى ارتفاع يصل إلى 1357 مترًا عن سطح البحر، مما يجعله أحد أعلى البراكين في هذه المنطقة البركانية النشطة.
وصفه كبركان ذو نوع Stratovolcano يجسد طبيعته البركانية المعقدة والمحيطة بتكوينات الحمم المتعددة الطبقات. يعتبر البركان من الفئة VEI 4، مشيرًا إلى حجم الانفجارات القوية والمؤثرة التي شهدها، والتي تُعتبر في إطار مقياس النشاط البركاني.
كانت الثلاثين من ديسمبر في عام 1861 يومًا لا يُنسى بالنسبة لسكان المنطقة، حيث شهدوا تفجيرًا هائلًا للبركان أسفر عن وفاة 326 شخصًا، جنبًا إلى جنب مع إصابة 47 آخرين. كانت حالات الوفاة تنوعت في أوصافها، حيث سجلت 3 وفيات بسبب الحدث البركاني. ولم يكتفِ البركان بذلك، بل تسبب أيضًا في تدمير ثلاثة أنماط من المنازل، مما أضاف تعقيدًا إضافيًا إلى الكارثة.
مع الأسف، لا يزالت البيانات المتاحة غير كاملة حيث تشير إلى تفاصيل مفقودة، مثل الأضرار المادية الناتجة عن هذا الحدث الكارثي والتي لم تُسجل بعد.
تظل هذه الواقعة بركانية من بين اللحظات البارزة في تاريخ إندونيسيا، حيث تتسم بالتعقيد والتأثير الكبير الذي تركه هذا البركان الهائج على المنطقة وسكانها. إن مثل هذه الأحداث تسلط الضوء على ضرورة فهمنا للقوى الطبيعية والتحضير لمواجهتها، فلن يكون للطبيعة هوادة وسيبقى تاريخنا البركاني خير شاهد على ذلك.