يعتبر بركان سان خورخي واحدًا من الظواهر الطبيعية البارزة في أرخبيل جزر الأزور في المحيط الأطلسي. يتميز هذا البركان بتاريخه البركاني الغني والمعقد الذي يمتد لعدة قرون مضت، حيث شهد العديد من الانفجارات والثورانات التي خلفت أثرا بارزا في تاريخ المنطقة وتكوينها الجيولوجي.
يقع بركان سان خورخي في جزيرة سان خورخي التي تتبع الأرخبيل البرتغالي المعروف بجزر الأزور. تحديداً، يتمركز على خط عرض 38.65 درجة شمالًا وخط طول -28.08 درجة غربًا، ما يجعله موقعًا استراتيجيًا على الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة.
يتميز بركان سان خورخي بتاريخ ثوراني طويل، حيث يعود أقدم ثوران له إلى القرن الثامن عشر، تحديدًا في العام 1802-03، حيث شهدت المنطقة نشاطا بركانيا هائلا أدى إلى تكوينه وظهوره البارز على سطح الأرض. يصنف بركان سان خورخي على أنه فوهة تشققية، مما يعني أنه يتكون من فتحات تشققية في القشرة الأرضية تسمح للمواد البركانية بالخروج.
على الرغم من أن نشاطه البركاني يعتبر تاريخيًا وليس حاليًا، إلا أن بركان سان خورخي لا يزال يثير اهتمام العلماء والباحثين بسبب تأثيراته التاريخية والجيولوجية على المنطقة المحيطة به. يبلغ ارتفاع بركان سان خورخي حوالي 1053 مترًا فوق مستوى سطح البحر، مما يجعله أحد أعلى القمم في جزر الأزور ويمنحه منظرا بانوراميا مذهلا على المناطق المحيطة.
رغم أنه لم يشهد ثورانا ملحوظا منذ فترة طويلة، إلا أن البركان ما زال يعتبر مصدر قلق محتمل للسلطات المحلية والسكان المجاورين، خاصةً نظرًا للتاريخ الثوري الغني للمنطقة وقدرتها الطبيعية على إعادة التفجير في أي وقت. وبالتالي، فإن فهم النشاط البركاني ومراقبته بشكل دقيق يظلان أمرين حيويين لسلامة المجتمع المحلي واستدامته.