بركان تامبورا هو واحد من أبرز البراكين التاريخية في إندونيسيا، حيث يقع في جزر سوندا الصغرى. يتميز هذا البركان بتاريخه العريق والحافل بالأحداث البركانية التي تركت بصماتها في سجلات الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي. توجد تفاصيل مثيرة للاهتمام حول موقعه، إرتفاعه، ونوعه وغير ذلك الكثير.
يتمتع بركان تامبورا بموقع استثنائي في جنوب شرق آسيا، حيث يقع في إندونيسيا على جزيرة سومباوا. تحديدًا، يقع على السفح الشمالي للجزيرة، مما يجعله جزءًا من سلسلة جبال سومباوا الكبرى. تتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي والبيئي، وهو ما يعكس تركيبة جيولوجية معقدة تشكلت على مر العصور.
بالنسبة لأبعاده الجيولوجية، يصل ارتفاع بركان تامبورا إلى حوالي 2850 مترًا فوق سطح البحر. يتميز بتشكيله البركاني الطبقي، حيث ينتمي إلى فئة البراكين الاستراتوفولكانية، التي تتميز بتراكم طبقاتها المتعددة من الرماد والحمم البركانية عبر العصور.
تاريخياً، يُعتبر بركان تامبورا من أهم البراكين التي شهدت ثورانًا هائلًا. في العام 1815، شهد العالم ثورة بركانية هائلة ومدمرة من تامبورا، والتي دخلت التاريخ باسم “ثوران تامبورا 1815”. كان هذا الثوران من أعنف الثورانات البركانية المسجلة على وجه الأرض، حيث أدى إلى انفجار هائل ألقى بظله على المنطقة المحيطة به وأثر على المناخ العالمي لسنوات بعد الثوران.
تأثير هذا الثوران الكارثي لا يقتصر فقط على المنطقة المحيطة بالبركان، بل تأثرت به عدة مناطق حول العالم بسبب انتشار الغازات البركانية والرماد عبر الغلاف الجوي. وقد أدى ذلك إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية وظهور ظواهر جوية غريبة كالشفق القطبي في مناطق بعيدة عن مكان الثوران.
بعد هذا الثوران الضخم، عاد البركان إلى هدوئه وأصبح يُصنف كبركان تاريخي، مع توثيق آخر ثوران له في الفئة الأولى تم وصفه بالدرجة D1. ومنذ ذلك الحين، بقي هادئًا دون أن يظهر أي نشاط بركاني يُذكر.
بركان تامبورا بماضٍ عظيم وتأثيرات لا تنسى على الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي والمناخ، مما يجعله واحدًا من أبرز العناصر في السجل البركاني للعالم.