في هذا الكتاب الجديد الذي صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يقف الكاتب عبد العزيز عبد الغني إبراهيم عند عتبة تاريخ العلاقات العربية – الأميركية، محلّقًا بنا في رحلة تاريخية موسّعة تمتد على 360 صفحة بالقطع الوسط. يستعرض المؤلف في هذا العمل الضخم خمس فصول تاريخية متسلسلة، يحيك فيها خيوط التاريخ والسياسة بأسلوب موثق ومفهرس.
تبدأ الرحلة في الفصل الأول بفحص بداية العلاقات الأميركية مع المغرب العربي، حيث يسلط الضوء على اعتراف مراكش بالولايات المتحدة وتداول العلاقات الجزائرية – الأميركية في عهد الداي حسن. ومن ثم، يستعرض الكاتب الاتفاقيات الجزائرية – الأميركية والتفاهم بين تونس والولايات المتحدة. يتابع إبراهيم في هذا الفصل التاريخي بمناقشة بدايات العلاقات الأميركية الليبية والحرب بين الولايات المتحدة وطرابلس.
في الفصل الثاني، يستكشف المؤلف بداية الامتيازات الأميركية في المشرق العربي، حيث يتناول محطات تاريخية تكشف عن تدخلات أميركا ومحاولاتها لتحقيق مصالحها في هذا السياق الإقليمي.
وفي الفصل الثالث، يلقي الضوء على بداية التنصير الأميركي في المنطقة، مع التركيز على الشام وكيف شكّلت هذه الظاهرة الدينية جزءًا من العلاقات الثقافية والسياسية بين العرب والأميركيين.
تأخذنا الصفحات إلى فصول جديدة في الفصل الرابع، حيث يستعرض الكاتب بداية العلاقات الأميركية مع وادي النيل، مستندًا إلى وثائق بريطانية وأميركية غير منشورة، تُلقي الضوء على توجهات هذه العلاقات.
وفي الفصل الخامس، يتنقل المؤلف إلى التنصير الأميركي في العراق ومناطق الخليج العربي، مركزًا على التأثيرات الثقافية والسياسية لهذه الظاهرة في هذه المناطق.
يتداخل الكتاب بأسلوب ممتع بين التحليل التاريخي واستناده إلى وثائق غير منشورة، مما يضيف طابع الفرادة والجديد إلى هذا العمل. يُشكل الكتاب مصدرًا قيمًا للقارئ المهتم بفهم العلاقات العربية – الأميركية من منظور تاريخي غني ومعمّق، حيث يتيح لنا الكاتب الوصول إلى جوانب نادرة من هذه العلاقات وكشف الستار عن آفاق جديدة لفهمها.