في عام 2005، شهد عالم النشر حدثًا استثنائيًا من شأنه أن يجمع بين كبار الكتاب من جميع أنحاء العالم في مشروع نادر وفريد من نوعه يُعنى بالأعمال الأدبية والإنسانية على حد سواء. تمثل هذا الحدث في إصدار مجلد بعنوان “New Beginnings: New Writing from Bestselling Authors to Aid Save the Children”، حيث قام كل من الكتاب المشاركين بتقديم الفصول الأولى من أعمالهم الجديدة وغير المنشورة في هذا الكتاب الموحد. الغرض من هذا المشروع كان دعم صندوق إغاثة أطفال اليابان التابع لمنظمة إنقاذ الطفولة، وذلك ردًا على الكارثة التي خلفها تسونامي المحيط الهندي في عام 2004.
المبادرة قادتها شخصيات أدبية بارزة، حيث تضمنت الأعمال الأدبية مشاركة كتّاب مثل مارجريت أتوود، التي قدمت مقتطفات من روايتها القادمة “The Tree”، وإيان ماك إيوان الذي شارك بفصل من روايته “Saturday”، فضلاً عن مايف بينشي وماريان كيز ومارك هادون ونيكولاس إيفانز ونيك هورنبي وباولو كويلو وسكوت تورو وستيفن كينغ وغيرهم من الكتّاب المرموقين. كل هؤلاء الكتاب قدموا أعمالهم التي كانت ستظهر في الأسواق في تواريخ لاحقة، لكنهم اختاروا المشاركة بها في هذا المجلد لدعم الغاية النبيلة.
يتميز هذا المجلد، الذي أشرفت على تحريره مارجريت أتوود، بكونه توليفة فريدة من نوعها تجمع بين النثر والشعر والقصص القصيرة، ما يوفر لقرائه فرصة نادرة لاستكشاف مجموعة متنوعة من الأساليب الأدبية والتجارب الكتابية التي لم ترَ النور بعد في الأسواق. إن القيمة الأدبية للمجلد لا تقتصر على كونه مجموعة من الأعمال الأولية لكتّاب بارزين فحسب، بل تمتد لتشمل دوره الفاعل في دعم الأعمال الإنسانية من خلال التبرع بجميع عائداته لصالح إغاثة ضحايا تسونامي.
كان الناشر لهذا المجلد هو “Bloomsbury USA”، وقد تم اختيار هذه الدار نظرًا لسمعتها المتميزة في دعم المشروعات الأدبية الكبرى. وقد صدر الكتاب في مارس من عام 2005، وقد أثار اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الأدبية والإعلامية، ليس فقط بسبب الأسماء اللامعة التي ضمها ولكن أيضًا بفضل الهدف النبيل الذي جمع تلك الأسماء تحت سقف واحد.
إن المبادرة التي تجسدها هذه المجموعة تظهر القوة الكامنة في الأدب كوسيلة للتعبير عن التضامن الإنساني ودعم القضايا النبيلة. من خلال توحيد جهودهم، استطاع هؤلاء الكتاب أن يقدموا مثالاً يُحتذى به في كيفية استخدام المواهب الأدبية لأغراض تتجاوز الإطار الترفيهي أو التعليمي البحت، لتشمل العمل الخيري والإغاثي. وبالفعل، فإن هذه المبادرة لا تعكس فقط الدور الذي يمكن أن يلعبه الأدب في معالجة بعض من أعظم التحديات الإنسانية، بل تبرز أيضًا الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يتركه الكتّاب عندما يجتمعون لغرض سامٍ.