تأخذ رواية “بث مباشر من جلجثة: الإنجيل حسب غور فيدال” القارئ في رحلة فريدة من نوعها عبر الزمن والفضاء، حيث يُظهر الكاتب غور فيدال موهبته الرائعة في دمج العناصر التاريخية والخيالية ببراعة لخلق عالم خيالي مذهل. يجلب الكتاب لنا شخصية تيموثاوس (الذي يصبح لاحقًا القديس تيموثاوس)، الذي يجلس في دراسته في ثيسالونيكي، حيث يشغل منصب أسقف مقدونيا في العام 96 ميلاديًا.
في زمن مُلبد بالضغوطات، يواجه تيموثاوس ضغوطًا هائلة لتسجيل نسخته من القصة المقدسة، حيث يعمل هاكر مستقبلي (الذي يُعرف بـ”الهاكر”) بشكل منهجي على تدمير الأشرطة التي تصف الخبر السار، ويعتبر إنجيل تيموثاوس الوحيد المحصن ضد فيروس الهاكر القاتل. بينما يتسابق فريق من NBC إلى الماضي لالتقاط – بث مباشرًا من ضاحية جلجثة – صلب المسيح، لعرض تلفزيوني مضمون لرفع تقييمات الشبكة في خريف ذلك العام.
ومع دخول تيار من الزوار من القرن العشرين الأمريكي – مثل ماري بيكر إدي وشيرلي ماكلين وأورال روبرتس وعائلته – يكافح تيموثاوس لاستكمال قصته. ولكن هل يتمتع نص تيموثاوس بالحماية الكاملة من الهاكر؟ وكيف سيتعامل مع الحقيقة حول اضطراب الأكل لدى يسوع؟ وقبل كل شيء، هل سيحصل على مكانٍ بارز في العرض الكبير في جلجثة من دون تمثيل من وكالة كبرى مثل CAA بعد 1,896 عامًا في المستقبل؟
مع هذا الجمع المبتكر من الشخصيات التاريخية والخيالية، والتحليل الذكي للدين والثقافة الشعبية، تبرز رواية “بث مباشر من جلجثة” كعمل أدبي مثير وفريد من نوعه، يجذب القراء بقصة ذكية ممزوجة بالسخرية اللاذعة والفكاهة السوداء. تأتي هذه الرواية كإضافة مميزة إلى مكتبة الأدب العالمي، حيث تترك أثراً عميقًا في عقول القراء وتدعوهم إلى التفكير بعمق في القضايا الروحية والإنسانية التي تطرحها.