“رماد أنجيلا: سيرة ذاتية”، هو كتاب يتألف من عبقرية كاتبه فرانك مكورت الذي نشر في عام 1999 من قبل Touchstone. يعد هذا الكتاب الفائز بجائزة الكتّاب القومي الأمريكي وجائزة لوس أنجلوس تايمز وجائزة ABBY، بلا شك واحداً من أهم الكتب الأدبية التي أنجزتها الأدب الأمريكي الحديث. يحكي كتاب “رماد أنجيلا: سيرة ذاتية” قصة صعود فرانك مكورت من الفقر المدقع والظروف القاسية في ليميريك، إيرلندا.
تبدأ هذه السيرة الذاتية الرائعة بجملة تقول: “عندما أراجع طفولتي، أتساءل كيف استطعت البقاء على قيد الحياة. كانت طبعاً طفولة مريرة: فالطفولة السعيدة نادراً ما تستحق عناءك. وأسوأ من الطفولة المريرة العادية هي الطفولة المريرة للإيرلنديين، والأسوأ من ذلك هو الطفولة المريرة للإيرلنديين الكاثوليك.”
فرانك مكورت، الذي وُلد في بروكلين خلال فترة الكساد الاقتصادي إلى أسرة إيرلندية جديدة المهاجرين، يروي قصة حياته القاسية والمليئة بالفقر في أحياء ليميريك. والدته أنجيلا ليست لديها أي مال لتطعم الأطفال، حيث أن والده فرانك، مالاكي، نادراً ما يعمل، وعندما يعمل ينفق مرتبه على الخمر. ومع ذلك، ينشئ مالاكي، الذي يكون متسلطاً ولا مسؤولية لديه وجذاباً، في فرانك شغفاً للشيء الوحيد الذي يمكنه توفيره: القصة.
فرانك يعيش من أجل حكايات والده عن كوكولين، الذي أنقذ إيرلندا، وعن الملاك على الدرج السابع، الذي يجلب لأمه الأطفال. ربما تكون القصة هي ما أنقذت فرانك. يعيش فرانك وهو يرتدي الملابس الممزقة كحفاضات، ويتسول لحصوله على رأس خنزير لعشاء عيد الميلاد، ويجمع الفحم من جانب الطريق لإشعال النار، فهو يتحمل الفقر والجوع والقسوة العابرة من الأقارب والجيران – ومع ذلك، يعيش ليروي قصته بأسلوب مفعم بالبهجة والتفاؤل والمغفرة الرائعة.
“رماد أنجيلا: سيرة ذاتية”، متغلغلاً على كل صفحة بفكاهة ورحمة فرانك مكورت المذهلة، هو كتاب مجيد يحمل كل علامات الكلاسيكيات. يقدم للقارئ نافذة فريدة إلى عالم من الفقر والصمود والروح الإنسانية في وجه الظروف الصعبة. إنه كتاب يستحق القراءة والتأمل، يجسد رحلة رائعة من الظلمات إلى النور، ومن اليأس إلى الأمل.
وبهذا، يختتم هذا الكتاب الرائع رحلة استثنائية في عالم فرانك مكورت، حيث تتجسد قصة حياة شاب استطاع أن ينهض من براثن الفقر والمأساة ليصبح كاتباً عظيماً يلهم الملايين بقصته الحقيقية المؤثرة.