في مقالته الممتعة “باتريك أوبراين: حياة مكشوفة”، يقدم دين كين نظرة مثيرة إلى حياة الروائي الذي كان أعظم إبداعه الخيال الذي بنى به هويته الخاصة. في مقال نشر في مجلة نيويورك في عام 1998، قدم دين كين نموذجًا صغيرًا من التاريخ السري لباتريك أوبراين، مبتكر سلسلة روايات أوبراي-ماتورين الأكثر مبيعًا. وقد حرص أوبراين دائمًا على حفظ أسرار تاريخه الشخصي بشكل محموم يقترب من الهوس. وعلى مر السنين، قام قراؤه المتعصبون بالتكهن بالقصة الحقيقية وصنعوا الأساطير حول ماضيه استنادًا إلى حياة شخصياته الخيالية.
يكشف دين كين أخيرًا قصة ريتشارد باتريك راس، الكاتب والمفكر الذي ظهر من الحرب العالمية الثانية بصورة باتريك أوبراين، شخصية خلقها في خياله الخاص وصقلها لاحقًا على مدى عقود من الشائعات والتكهنات. فما الذي دفع بهذا التغيير الجذري في الهوية؟ هل كان مرتبطًا بخدمة أوبراين خلال الحرب، أو الطلاق المضطرب من زوجته الأولى؟ أم كانت هذه الفعلة الغريبة نتيجة لعبقرية غريبة؟
قام كين بجولات في أوروبا ليتحدث مع الأقارب البعيدين والأصدقاء والزملاء لهذا الموضوع الخجول المشهور وصاغ هذا الثروة من المعلومات في سرد درامي سيستهوي جمهورًا أوسع بكثير من قراء أوبراين المخلصين بالفعل.
هذا الكتاب يأخذنا في رحلة مثيرة لاكتشاف جوانب مظلمة ومثيرة في حياة هذا الكاتب الغامض، ويسلط الضوء على عقله الإبداعي وعلى التحولات الشخصية التي جعلته يبتكر شخصية باتريك أوبراين، التي أصبحت أشهر بكثير من حياته الحقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم كين تحليلًا نقديًا لأعمال أوبراين الأدبية، مسلطًا الضوء على الجوانب الأدبية والثقافية لأعماله، وما إذا كانت تلك الخلفية تأثرت بشكل ملحوظ بحياته الشخصية والمشاكل التي واجهها.
باختصار، يعد “باتريك أوبراين: حياة مكشوفة” لدين كين مرجعًا أساسيًا لفهم الشخصية الغامضة لباتريك أوبراين وراء الستار، ويمثل مصدرًا قيمًا لعشاق أعماله الأدبية ولمن يهتمون بتاريخ الأدب الأوروبي بشكل عام.