في كتابه الرائع بعنوان “Guilty: The Collapse of Criminal Justice”، يقدم هارولد ج. روثواكس لقرائه نافذة فريدة إلى عالم القضاء، حيث يفتح أبواب محكمته ويكشف لنا عن قصص العدالة التي انحرفت عن مسارها، وهو الأمر الذي لا يستطيع القاضي الخبير سوى الكشف عنه. يأخذنا روثواكس إلى داخل مكتبه القضائي، حيث يخوض معارك مع محامين يهتمون أكثر بطموحاتهم الشخصية من أن يكونوا مهتمين بالعدالة.
نجد أنفسنا في قاعة المحكمة، حيث يتعين على روثواكس الجلوس بصبر والسماح للمحامين بتشويه الحقيقة بشكل متعمد. وفقًا لروثواكس، يتجه أمريكا بسرعة نحو أن تصبح أمة تعاني من قوانين سيئة، حيث يختبئ الجناة ومحامو الدفاع وراء كومة من التشريعات، الإجراءات، والقرارات السيئة التصور، التي تمنع المحاكم من حسم السؤال الرئيسي: هل ارتكب المتهم الجريمة؟
في محاكمة تلو الأخرى، يشاهد روثواكس الحقيقة تضحى على مذبح عملية قضائية تصبح يومًا بعد يوم أكثر تعقيدًا، مصممة لحماية حقوق الجناة. يتناول الكتاب ببراعة تناقضات النظام القانوني الأمريكي، متسائلاً عما إذا كانت تلك التشريعات الغامضة والقرارات الضبابية تحمي حقوق المتهمين فعلاً أم تعيق قدرة المحكمة على تحديد ما إذا كانت الجريمة قد ارتكبت أم لا.
يندرج الكتاب تحت فئة القانون، تحديداً في فرع القانون الجنائي، وهو يقدم للقارئ فحصًا عميقًا للتحولات الكارثية في نظام العدالة الجنائية الأمريكي. تاريخ نشر الكتاب يعود إلى شهر يناير من عام 1996، وهو من تأليف هارولد ج. روثواكس وصدر تحت العلامة التجارية لدار النشر Random House. يعد هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم التحديات التي تواجه نظام العدالة الجنائية الأمريكي وكيف يمكن أن تتآكل الحقيقة في وجه هذه التحديات المتزايدة.