انقلاب الجفن للخارج الأسباب والعلاج

انقلاب الجفن للخارج (Ectropion): الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج الشامل

يُعد انقلاب الجفن للخارج، أو ما يُعرف طبياً باسم “Ectropion”، من الحالات العينية التي تصيب الجفن السفلي غالبًا، حيث ينقلب الجفن إلى الخارج مبتعدًا عن سطح العين بدلاً من أن يكون ملاصقًا له. هذا الانقلاب يؤدي إلى تعرض الطبقة الداخلية من الجفن، والملتحمة، والعين نفسها للهواء والجفاف والعوامل البيئية، ما يسبب مضاعفات متعددة قد تؤثر على الرؤية وجودة الحياة.

تُصنف هذه الحالة على أنها مزمنة في الغالب، وتظهر بشكل تدريجي مع التقدم في العمر، لكنها قد تكون حادة أو مفاجئة في بعض الحالات. كما يمكن أن يكون انقلاب الجفن الخَرجي حالة خلقية نادرة عند الرضع. في هذا المقال، نقدم شرحًا شاملًا وموسعًا يغطي جميع جوانب هذا الاضطراب من منظور علمي وطبي دقيق، مع مراعاة آخر المستجدات العلاجية.

أولًا: التعريف الطبي لانقلاب الجفن للخارج

انقلاب الجفن للخارج هو اضطراب تشريحي يحدث عندما يفقد الجفن السفلي تماسكه مع كرة العين، ما يؤدي إلى انفلات الجفن وانقلابه إلى الخارج. يفقد الجفن وظيفته الحيوية في حماية العين، مما يؤدي إلى عدم انغلاق الجفن بشكل سليم أثناء النوم أو الرَمش، وبالتالي يتعرض سطح العين للتجفاف والتهيّج المتكرر.

ثانيًا: الأسباب والعوامل المؤدية إلى انقلاب الجفن

تنقسم أسباب انقلاب الجفن إلى عدة فئات رئيسية:

1. التغيرات العمرية (Ectropion involutional)

مع التقدم في السن، تضعف الأربطة والعضلات التي تثبّت الجفن السفلي في مكانه، كما تفقد الأنسجة المرونة. هذه التغيرات تؤدي إلى رخاوة الجفن السفلي وانقلابه تدريجيًا.

2. الأسباب الشللية (Paralytic ectropion)

تتسبب إصابات العصب الوجهي السابع (Facial Nerve Palsy) في ضعف العضلات المسؤولة عن حركة الجفن. من أشهر الأمثلة شلل بيل (Bell’s palsy)، حيث يؤدي الشلل إلى فقدان التوتر العضلي في الجفن السفلي.

3. الأسباب الندبية (Cicatricial ectropion)

قد تسبب الندوب الناتجة عن التهابات شديدة أو جروح أو حروق في الجلد المحيط بالجفن، انكماشًا يشد الجفن نحو الخارج.

4. الانقلاب الخلقي (Congenital ectropion)

هو نادر، ويظهر عند الرضع بسبب عيب خلقي في الجفن أو في النسيج الداعم.

5. الأسباب الميكانيكية (Mechanical ectropion)

بعض الأورام أو الكتل التي تضغط على الجفن يمكن أن تسبب انقلابه إلى الخارج نتيجة الضغط الميكانيكي.

6. الأسباب الالتهابية أو التحسسية

التهاب الجفن المزمن، أو الحساسية الشديدة، قد تؤدي إلى تورم الأنسجة، ومن ثمّ رخاوة وانقلاب الجفن.

ثالثًا: الأعراض والعلامات السريرية

تشمل الأعراض السريرية لانقلاب الجفن الخارجي ما يلي:

• تهيج العين والشعور بالحكة

• إحساس دائم بجفاف العين

• إفرازات مخاطية أو دمعية مفرطة (Epiphora) نتيجة خلل في تصريف الدموع

• احمرار العين وتكرار الالتهابات

• تشوّش في الرؤية عند اشتداد التهيج أو التهاب القرنية

• ظهور الجزء الداخلي الرطب من الجفن (الملتحمة) بشكل واضح

• صعوبة في إغلاق الجفن خاصة أثناء النوم

قد تتفاقم الأعراض عند التعرض للرياح أو الغبار أو خلال فترات طويلة من القراءة أو النظر إلى الشاشات، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات.

رابعًا: مضاعفات انقلاب الجفن الخارجي

إذا تُرك انقلاب الجفن بدون علاج، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، من أبرزها:

• التهاب القرنية المزمن (Keratitis)

• تقرحات في القرنية نتيجة الجفاف وفقدان الحماية الطبيعية

• نمو أوعية دموية غير طبيعية في القرنية

• تندب دائم في سطح العين

• تراجع في القدرة البصرية

خامسًا: التشخيص

يعتمد تشخيص انقلاب الجفن بشكل أساسي على الفحص السريري من قِبل طبيب العيون، حيث يتم:

• تقييم توضع الجفن ومرونته

• اختبار مدى التصاق الجفن بالعين (Snap-back test)

• تقييم وظيفة العصب الوجهي

• فحص كامل للعين للبحث عن علامات الجفاف أو التقرحات أو الالتهابات

• في بعض الحالات قد يُطلب تصوير بالتصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي إذا كان السبب مشتبهاً به ورميًا أو عصبيًا.

سادسًا: طرق العلاج

يعتمد اختيار العلاج على شدة الحالة وسببها، وتتنوع خيارات العلاج ما بين العلاجات المحافظة والجراحية.

1. العلاج التحفظي (غير الجراحي)

يُستخدم في الحالات الخفيفة أو المؤقتة، ويشمل:

2. العلاج الجراحي

يُعد الخيار الأمثل في معظم الحالات، خاصةً عندما يكون السبب بنيويًا أو دائمًا:

• عملية شد الجفن السفلي (Lateral Tarsal Strip): تُجرى لتعزيز التثبيت الجانبي للجفن وإعادته إلى وضعه الطبيعي.

• استئصال جزء من الجفن (Wedge Resection): في حال وجود رخاوة شديدة.

• عمليات ترقيع الجلد (Skin Grafting): في الحالات التي يحدث فيها نقص في الجلد نتيجة الندوب.

• جراحة تصحيح العصب (في حالات الشلل): يتم اللجوء إليها في حالات محددة لإعادة وظيفة العصب.

سابعًا: الوقاية والرعاية طويلة المدى

لا توجد طريقة مضمونة تمامًا للوقاية من انقلاب الجفن الناتج عن التقدم في العمر، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة أو تطور الأعراض من خلال:

• العناية بالجلد المحيط بالعين

• علاج التهابات الجفن المزمنة في مراحلها المبكرة

• حماية العين من الأجسام الغريبة والمهيجات البيئية

• المتابعة الدورية مع طبيب العيون في حال وجود مشاكل في الجفن أو العصب الوجهي

• الامتناع عن فرك العينين بقوة

ثامنًا: الفرق بين انقلاب الجفن للخارج والانقلاب للداخل

من المهم التفريق بين Ectropion (الانقلاب للخارج) وEntropion (الانقلاب للداخل)، حيث أن كلاهما اضطرابان يصيبان الجفن لكن بتأثيرات مختلفة على العين.

المصادر:

1. American Academy of Ophthalmology. Ectropion – Eye Disorders.

2. Medscape. Ectropion Clinical Presentation.