في عام 1845، تاريخ لا يزال يثير الدهشة والفضول، شهدت كولومبيا حدثًا طبيعيًا مروعًا لن تنسىه الأجيال المتعاقبة. في اليوم الثامن عشر من شهر فبراير، ثار بركان رويز، الذي يقع في إحدى المناطق البعيدة والمهيبة في كولومبيا. هذا البركان، الذي يحمل اسم “رويز”، ينتمي إلى فئة البراكين الاستراتوفولكانية، ما يعني أنه يتميز بهيكله الشاهق وتكوينه الجغرافي المعقد.
تتميز موقع بركان رويز بإحداثياته الجغرافية البارزة، حيث يتوسط خط العرض 4.895 درجة وخط الطول -75.322 درجة. يقع هذا العملاق النائم في أرتفاع يبلغ 5321 مترًا عن سطح البحر، ما يجعله واحدًا من أعلى البراكين في المنطقة.
في تلك اللحظة المروعة، شهدت كولومبيا تأثيرات وخسائر هائلة. بلغت قوة الانفجار البركاني مستوى 3 في مقياس تصنيف الثوران البركاني (VEI)، مما يشير إلى أن الثوران كان قويًا ومدمرًا. وكما هو الحال دائمًا مع هذه الظواهر الطبيعية، كان الكولومبيين هم الضحايا الأبرياء، حيث بلغت حصيلة الوفيات الناتجة عن هذا الحدث المأساوي 1000 شخص، وكانت الوفيات مصحوبة بأوصاف توضح درجة الخطورة التي واجهها الضحايا.
إن البركان رويز لم يكتف بإشاعة الموت وحده، بل كان له أيضًا تأثيرات خطيرة على البنية التحتية والممتلكات في المنطقة المحيطة. الخسائر المالية تجاوزت حاجز الملايين من الدولارات، حيث لحقت أضرار كبيرة بالمنازل والممتلكات. تصدعت الأرض، وتدمرت المنازل، وأصبحت المنطقة تحمل جروحًا جسيمة لا يمكن تجاوزها بسهولة.
التفاصيل المحيطة بالحادث تشير إلى أن البركان رويز كان يعد واحدًا من أخطر البراكين في تلك الفترة، حيث كان ينام بسكون لفترة طويلة قبل أن يستيقظ بغضب هائل. وفي هذا السياق، تظهر أهمية دراسة النشاط البركاني ومراقبته بشكل دقيق للحد من تأثيراته الكارثية المحتملة.
إن هذا الحدث البركاني الذي وقع في عام 1845 في كولومبيا يظل علامة بارزة في تاريخ المنطقة، تجسد القوة الطبيعية الهائلة وتذكير دائم بأهمية فهم ومواجهة تلك الظواهر الكونية التي قد تهدد حياة البشر وبيئتهم.