انفجار بركاني يُحدث تسونامي في اليابان

في السادس والعشرين من سبتمبر عام ١٩٥٢، وقع حدثٌ بشع في البحار العميقة يرتبط باندلاع بركاني سفلي في مياه البحر القريبة من جزيرة هاشيجو اليابانية، في موقع يعرف بمنطقة ميوجينشو البركانية تحت الماء. لم يشهد هذا الحدث أي هزة أرضية قبل وقوعه، ولكن الانفجارات البركانية التي تبعتها أحدثت موجات مدّ تسونامية ضعيفة في المحيط. وتعددت هذه الانفجارات خلال الفترة من سادس عشر سبتمبر ١٩٥٢ حتى خامس وعشرين مارس ١٩٥٣، حيث سجلت جميعها بدقة عالية بواسطة أنظمة الهيدروفونات لنظام سوفار الأمريكي، بما في ذلك تلك التي كانت على سواحل كاليفورنيا.

ومن بين الانفجارات، شهدت بعضها مشاهدات بصرية من قبل الخبراء اليابانيين على متن السفن والطائرات، حيث ثبت أن تركيبة الحمم البركانية من الداسيت الغنية بالأوجيت والهايبرستين كانت تُجبر الانفجارات على طابعها الانفجاري.

وفي أحد تلك الانفجارات الضعيفة التي وقعت في الثالث والعشرين من سبتمبر في تمام الساعة الواحدة وأربعين دقيقة، ظهرت قبة مائية فوق البركان بارتفاع يصل إلى 600-800 متر وقطر يبلغ حوالي 2 كيلومتر، دون أن يُشعر أحد بأي هزة بحرية، لكن موجات بطول 50 متراً وارتفاع 2 متر انتشرت على سطح البحر. وخلال الانفجارات الأقوى، تم توليد موجات تسونامي ضعيفة، تم تسجيل ٥٢ منها بواسطة جهاز قياس المد على جزيرة هاشيجو. وكانت أقوى هذه الموجات قد سُجّلت أيضًا بواسطة أجهزة قياس المد على جزيرة جوغاشيما ورأس أوماي على الساحل الجنوبي لليابان. وكانت فترة وصول الموجات إلى جزيرة هاشيجو حوالي 30 دقيقة، ومدتها 1.5 دقيقة، وارتفاعها بين 10 و 90 سنتيمتراً. ومن خلال خصائص الانتشار والمعلومات الأخرى، كانت تلك الموجات تتماشى مع الموجات النظرية من نوع كوشي-بواسون من نبضة أولية بقطر 2 كيلومتر. وكانت بعض الموجات تبدو كنبضات، ويبدو أن ذلك كان ناتجًا عن التداخل بين الموجات التي تنحني حول كلا الجانبين من جزيرة أوغا-شيما، الموجودة على مسافة منتصف الطريق بين البركان وجزيرة هاشيجو.

وسُجّلت موجة تسونامي في السادس والعشرين من سبتمبر في هيلو بولاية هاواي بارتفاع لا يتجاوز 0.1 متر. وفي سياق مأساوي آخر، فقدت سفينة “كيو مارو رقم ٥” التابعة لخدمة المسح الهيدروغرافي اليابانية في انفجار يوم ٢٤ سبتمبر أثناء محاولتها دراسة الانفجارات.