في الخامس والعشرين من أكتوبر لعام 1853، شهد العالم حدثًا طبيعيًا شديد الغموض والتأثير، حيث حدث ثوران بركاني تحت سطح الماء قبالة الساحل الشرقي لجزيرة تايوان. وفي تلك اللحظات العصيبة، كان شاهد عيان من ضباط سفينة بحرية أمريكية، حيث شهد هذا الحدث الهائل ووصفه بأنه “عندما لم نعد قادرين على رؤية البركان، كان الثوران ما زال في ذروته. اختفى البركان تمامًا شمال شمال شرقنا، عندما كنا على بعد 20 كيلومترًا منه. وكان ذلك في الساعة الثالثة بعد الظهر. لم تكن هناك سفن مرئية على الأفق. وفي وقت لاحق، عندما اقتربنا من البركان مرة أخرى، كانت البحر مضطربًا جدًا ومضطربًا بشدة، حتى اعتقدت الحراسة والضباط الآخرين في البداية أن السفينة قد دخلت إلى أمواج محطمة. ثم أدركنا أن هذه الآثار كانت بسبب ثوران البركان”.
تلك اللحظات شكلت تجربة مرعبة للبحارة الذين شهدوا هذا الحدث الطبيعي الضخم. وبالرغم من عدم تسجيل هزات أرضية تزامنت مع هذا الثوران، إلا أن الآثار الناتجة عنه كانت واضحة جدًا ولا يمكن إنكارها، حيث تسبب في تحريك مياه البحر بشكل عنيف وغير عادي.
تلك اللحظات تجسدت في ذاكرة الزمن كمشهد مروع لثورة الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها، وتظهر بوضوح مدى هيبة وقوة القوى الطبيعية التي تعمل خلف الكواليس على هذا الكوكب. إنها لتذكير قاسٍ بأن الطبيعة، بكل تنوعاتها وجمالياتها، قادرة على التصرف بطرق لا يمكن للبشر توقعها أو منعها، مما يجعلنا نفهم أننا جزء صغير جدًا في هذا الكون العظيم والمعقد.