تعودنا في عالم الأدب الحديث على تجارب فريدة من نوعها، ومن بين هذه التجارب الملهمة تبرز قصة “انضم إليّ” التي تألّفت على يد الكاتب داني والاس. ينغمس القارئ في عالم الرواية حيث يُسلّط الضوء على قصة حقيقية ومدهشة تتحدث عن رجلٍ يُدعى داني والاس، الذي تبدأ رحلته بسذاجة بسيطة لكنها فعّالة: إذ قام بنشر إعلان غريب في صحيفة لندنية محلية يدعو فيه ببساطة: “انضم إليّ”. ومن هذه اللحظة، بدأت تتوافد رسائل وبريد إلكتروني إليه من مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية، بدءًا من المعلمين والفنيين ومندوبي المبيعات وحتى الكهنة والأطفال في المدارس وكبار السن، جميعهم يعلنون الولاء لقضيته الغامضة. لكن لا أحد يعرف ما هي قضيته بالضبط.
سرعان ما أصبح داني مُعلنًا رئيسًا، وكلما انتهج خطواتٍ أكثر تطرفًا، زاد اندفاعه وتوتره، وربما جنونه وجشعه للسلطة. فعلى الرغم من خطورة فقدان عقله وفقدان صديقته المخلصة، فإن جاذبية الجماهير المخلصة التي انضمت إلى حركته لم تُنكر. تتناول الرواية مواضيع الأحلام، والطموح، والمسؤولية التي تأتي مع القوة، فتعتبر قصةً حقيقيةً عن رجل خلق طائفة بالصدفة، وتُظهر أن بينما يُولد البعض ليكونوا قادة، فإن آخرين حقًا ليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية التوجيه.
يتخذ هذا الكتاب من طابع الفكاهة مسرحًا لتسليط الضوء على تفاصيل هذه القصة المدهشة، ويعتبر تعبيرًا عن العلاقات بين الرجال والنساء والمواضيع ذات الصلة بالحياة اليومية، فهو يقدم للقراء رحلة مثيرة ومسلية، ممزوجة بالتفكير العميق في طريقة تصرف الإنسان وتأثير القيادة والتبعية على حياة الفرد والمجتمع.
“انضم إليّ” للكاتب داني والاس يعتبر إضافة ممتعة ومثيرة لمكتبة الأدب الحديث، ويوفر للقراء تجربة ممتعة ومفكرة في الوقت نفسه.