تاريخ يوم الخامس والعشرون من يوليو لعام 1920 يحمل في طياته الأحداث الهائلة والكارثية التي شهدتها جبل ميرابي، البركان الضخم الكائن في جزيرة جاوا في إندونيسيا. يومهاكان البركان يعيش في هدوء نسبي، ولكن في هذا اليوم القاتم، استيقظ العملاق النائم ليطلق على الأرض والسكان المحيطين به واحدة من أكبر ثوراته البركانية.
موقع جبل ميرابي، الواقع عند خط طول 110.442 وخط عرض -7.542، كان شاهدًا على اندلاع قوة طبيعية لا تضاهى. يتمتع البركان بارتفاع يبلغ 2947 مترًا، ويصنف كبركان استراتوفولكانيو، ما يعني أنه يتميز بتراكمات طبقات متعددة من الحمم والرماد، مما يزيد من خطورته عند الانفجار.
في هذا اليوم المأساوي، كانت القوة التدميرية للبركان محملة بالفعل بمستوى VEI 3.0، وهو مستوى يشير إلى ثورة قوية ومدمرة. العامل المسبب لهذه الثورة البركانية كانت المادة البيروكلازية، وهي واحدة من الوكلاء المعروفين للبراكين في الانفجارات الهائلة.
أسفرت هذه الكارثة الطبيعية عن وفاة 33 شخصًا، وأصيب العديد آخرون، وتضررت المنازل والممتلكات بشكل هائل، حيث بلغت التكلفة المالية للدمار ملايين الدولارات. كانت الوفيات والإصابات نتيجة مباشرة لتدفق الحمم البركانية الحارة والرماد الكثيف، اللذين غمرا المناطق المجاورة بسرعة هائلة.
التأثير البيئي لهذا الانفجار كان هائلًا، حيث غطت الرماد الكثيف المناطق المحيطة، مما أثر على التربة والنباتات، وأحدث تغييرات جذرية في البيئة المحلية. كما أن هذا الحدث ذو الأثر الكبير يظل حاضرًا في ذاكرة السكان والعلماء حتى يومنا هذا، حيث يعتبر تاريخ 25 يوليو 1920 علامة فارقة في تاريخ جبل ميرابي وتأثيراته الواسعة.