في عام 1903، شهدت جزر القمر حدثًا بركانيًا هامًا أثر بشكل كبير على المنطقة، وذلك بفعل بركان كارثالا الذي يقع في المحيط الهندي الغربي. يُعتبر بركان كارثالا من الأنواع المحافظة والذي يتصف بالهيكل الهضمي، وهو يتواجد عند إحداثيات جغرافية تظهر خطوط الطول -11.75 وخطوط العرض 43.38، ما يمنحه موقعاً استراتيجياً على هذه الجزر.
تمتاز البراكين من نوع “الدرع” بأنها تشكلت بشكل رئيسي من خلال تدفقات الحمم البركانية السائلة ببطء، مما يؤدي إلى بناء هياكل هضمية منخفضة وواسعة. وفيما يخص بركان كارثالا، فقد تجلى وجوده بارتفاع يبلغ 2361 متراً عن سطح البحر.
يعتبر البركان كارثالا من الأحداث البركانية التي تسببت في خسائر بشرية جسيمة، إذ تم تسجيل وفاة 17 شخصًا جراء هذا الانفجار البركاني القوي. وتشير التقارير إلى أن الأسباب وراء هذه الوفيات تتعلق بتأثيرات متعددة نتجت عن الاندلاع البركاني، ما أدى إلى خسائر كبيرة في الحياة البشرية وتأثيرات كبيرة على الهيكل البنية في المنطقة المحيطة.
من الجدير بالذكر أن البراكين، رغم جمالها الطبيعي وتشكيلاتها الفريدة، إلا أنها قد تشكل تحديات كبيرة للسكان المحليين والمناطق المحيطة بها، وذلك نظرًا للتأثيرات الكارثية التي يمكن أن تحدثها ثوراناتها. يجب أن تكون هذه التجارب التاريخية مصدر إلهام لتعزيز استعداد المجتمعات لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية وتقديم الدعم اللازم للمنكوبين.
تظل كارثة بركان كارثالا في عام 1903 واحدة من اللحظات البارزة التي شهدتها تلك الجزر، وتقف كتذكير قوي بأهمية الإعداد والتخطيط لمواجهة الكوارث الطبيعية، وضرورة تعزيز الوعي والتحفيز لاتخاذ الإجراءات الوقائية.