تتسارع عجلة الزمن لنعود إلى عام 1978، عندما تعرض بركان سيميرو في جزيرة جاوا في إندونيسيا إلى نشاط بركاني هائل. إنه اليوم الثامن عشر من شهر سبتمبر، عندما استفاقت هذه الوحش الطبيعية من سباتها الطويل وأظهرت قوتها الهائلة للعالم.
بركان سيميرو، الذي يقع عند التقاء خط العرض -8.108 وخط الطول 112.92، يتسم بارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 3676 مترًا فوق سطح البحر، وهو يعتبر من البراكين الاستراتوفولكانية التي تتميز بهيكلها الوعر ونشاطها البركاني القوي.
لقد تم تصنيف الحدث البركاني هذا بتصنيف VEI 3.0، مشيرًا إلى قوة الانفجار وحجم الرماد والحمم البركانية التي تم إطلاقها في الجو. وفي هذا السياق، تم وصف الوكيل المسبب للثورة البركانية بأنه “M”، مما يشير إلى أن الانفجار كان ناتجًا عن نشاط ماغما داخل البركان.
عملت قوى الطبيعة العاتية هذه على تدمير كل شيء في طريقها، حيث أدت الثورة البركانية إلى وفاة اثني عشر شخصًا، وفقدان عدد آخر قدرهم على العد ووصف الوفاة بأنها ظاهرة لا تحمد عقباها. الحادث لم يقتصر على ذلك فقط، حيث سجلت أضرار مادية كبيرة، ولكن لا يمكن تقديرها بشكل دقيق بالدولار. كما أن عدداً لا يحصى من المنازل تم تدميرها، مما خلق مأساة حقيقية للسكان في هذه المنطقة.
هذا الحدث البركاني الذي أطلق عليه اسم “سيميرو”، يعتبر تذكيراً قوياً بقدرة الطبيعة على تغيير مسار حياة البشر. إنها لحظة في التاريخ تظل خالدة، حيث يصبح البركان الجامح شاهداً على ضعف الإنسان أمام هذه القوى الهائلة.