في عام 1982، شهدت جزيرة جاوة في إندونيسيا حدثًا طبيعيًا هاماً ومدمراً، حيث ثار بركان “جالونجونج”، الذي يُصنف كبركان استراتوفولكانو، وتحديداً في التاريخ الخامس عشر من شهر مايو.
تقع هذه الكتلة البركانية عند التقاء خط العرض -7.25 وخط الطول 108.05، مكان مميز يعزز من أهمية أحداثها الطبيعية. يتوسط هضبة البركان الجبال الشاهقة، حيث يبلغ ارتفاعها 2168 متراً فوق سطح البحر، وهو ما يجعلها نقطة بارزة في خريطة المنطقة.
تميز ثوران “جالونجونج” في تلك الفترة بقوة كبيرة، حيث بلغت قوة الانفجار مستوى VEI 4، مما يشير إلى وجود تأثير كبير وتدمير شامل. وكما هو معتاد في مثل هذه الحوادث الطبيعية، فإن العواقب لم تكن خالية من الأثر البشري، حيث سُجل وفاة 68 شخصًا نتيجة لهذا الحدث المدمر.
الوفيات لم تقتصر فقط على عدد الأفراد الذين فقدوا حياتهم، بل تسبب الثوران في إلحاق أضرار بالغة بالممتلكات، حيث بلغت قيمة الضرر المالي حوالي 15 مليون دولار أمريكي. تضمنت هذه الأضرار تدمير 3 آلاف منزل، مما أدى إلى تشريد الكثير من الأسر وخلق وضع إنساني صعب.
إن هذا الحدث البركاني، الذي أُطلق عليه اسم “جالونجونج”، يظل علامة في تاريخ جاوة وإندونيسيا، حيث يُذكر كنقطة تحول هامة ويترك وراءه دروسًا قيمة حول قوة الطبيعة وضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة تلك الكوارث الطبيعية الخطيرة.