في العام 1996، شهدت منطقة نيو غينيا الشمالية الشرقية، وتحديدًا بالقرب من الإحداثيات الجغرافية خط العرض -4.1 وخط الطول 145.061، حدوث حدث طبيعي هائل ألهم الفضول والدهشة، إذ كان البركان مانام (Manam) هو النجم الرئيسي لتلك اللحظات الصاخبة. تتميز هذه البركان بنوعها كبركان ذو الهيكل البركاني المخروطي، وهي تصنف كبركان استراتوفولكانو.
تاريخ 3 ديسمبر 1996 كان يومًا لا يُنسى في سجلات النشاط البركاني، حيث قام البركان مانام بالثوران، مصحوبًا بأحداث زلزالية مكثفة. تلك اللحظات النادرة شهدت تداولًا هائلًا للطاقة البركانية، مما أدى إلى تشكل سحابة ضخمة من الرماد البركاني والغازات السامة في السماء.
وتقع منطقة مانام في بابوا غينيا الجديدة، حيث يوجد البركان على ارتفاع يبلغ حوالي 1807 متر فوق سطح البحر، مما يجعلها واحدة من الهياكل الطبيعية الضخمة والمهيبة في هذه المنطقة النائية من العالم.
للأسف، لم تكن هذه الثورة البركانية بدون تبعات خطيرة، حيث سجلت حوادث وفيات بلغت 13 حالة وفاة، جراء التعامل مع الظروف القاسية التي أحدثتها الثورة البركانية. كما أصيب 29 شخصًا بجروح، وتعرضت المنطقة المحيطة بالبركان إلى أضرار جسيمة، مما أسفر عن إتلاف منازل وأماكن أخرى.
تم تصنيف هذا الحدث البركاني بمؤشر الاندفاع البركاني (VEI) 3.0، مشيرًا إلى قوة كبيرة تجاوزت الحدود الطبيعية للطاقة البركانية. وكما تم تحديد العامل المسبب لهذا الثوران البركاني كـ “P”، مما يشير إلى أن الاندفاع البركاني كان ناتجًا عن الصهارة الفعالة والحمم البركانية.
يظهر هذا الحدث البركاني كمثال بارز على القوى الطبيعية الخارقة وتأثيرها المباشر على البيئة والحياة البشرية. إنه يذكرنا بأهمية دراسة ومراقبة الظواهر الطبيعية لفهم تأثيراتها وتطوير استراتيجيات للتصدي للتحديات التي قد تعترضنا في وجه هذه القوى الهائلة والعنيفة في المستقبل.