في عام 1963، اهتزت سماء جواتيمالا بوجود ثوران قوي ومدمر، خطفت فيه براكين الفويغو أنظار العالم. كان يوم 28 سبتمبر 1963 علامة ميلاد لإحدى أشهر ثورات الطبيعة في تاريخ هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى. الفويغو، الواقع في لاتينية أمريكا على ارتفاع 3763 متراً، يُعتبر بركانًا من نوع الستراتو، والذي يتميز بنشاطه البركاني القوي والمتعدد الطبقات.
تتسم هذه الكتلة البركانية بإحاطتها بتضاريس متنوعة، إذ يُمكن رؤية تشكيلات جغرافية فريدة حولها. تحديداً، يقع الفويغو في جواتيمالا، حيث تحدد إحداثياته الجغرافية بخط عرض 14.473 وخط طول -90.88، مما يخلق موقعًا استراتيجيًا لظهور نشاط بركاني. تجتمع القوى الداخلية في باطن الأرض لتخلق تلك اللحظات الاستثنائية التي تخلد في الذاكرة.
كانت ثورة هذا البركان خلال سبتمبر 1963 لحظة تاريخية تمثلت في ثوران ذو طبقات متعددة، حيث انبثقت الحمم البركانية بشكل هائل، وتسببت في وفاة سبعة أشخاص. كانت الفاعلية البركانية مصحوبة بقوة اهتزازات الأرض وتدمير لا مثيل له، حيث لحقت أضرار جسيمة بالممتلكات والحياة البرية المحيطة.
تُصنف هذه الثورة برميل البراكين بمقياس تأثير الانفجار البركاني، المعروف بمقياس VEI (Volcanic Explosivity Index)، والذي يبلغ قيمته 3.0. هذا يُظهر القوة الهائلة للاندفاع البركاني الذي شهده الفويغو في تلك اللحظات الدرامية.
إن مجموعة الأضرار كانت شاملة، حيث تسببت الثورة البركانية في تدمير منازل وممتلكات، ولم يكن البشر وحدهم هم المتأثرين، بل كانت الطبيعة المحيطة أيضًا ضحية لهذا العرض القوي للطاقة البركانية.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، سُجلت حالات إصابات جراء هذا الكارثة الطبيعية، حيث تعرض الكثيرون لإصابات متفاوتة الخطورة جراء الاندفاع البركاني الذي لا يعرف الرحمة.
تمثل هذه اللحظات التاريخية في طبيعة الكوكب القوية والمتغيرة، حيث يعيش الإنسان جنبًا إلى جنب مع هذه القوى الطبيعية الضارية. إن البراكين تظل تذكيرًا بأن الطبيعة قادرة على التحكم في مصير الأرض والحياة على سطحها، وعلى الإنسان أن يكون على استعداد لمواجهة هذه التحديات بكل حذر واحترام.