في عام -612 قبل الميلاد، شهدت مدينة نينوى الواقعة في ما يُعرف الآن بالعراق، معركة حاسمة في إطار حرب فتح بابل، التي أدت في النهاية إلى هزيمة الإمبراطورية الآشورية وصعود الكلدان وحلفائهم كقوة سيطرة جديدة في المنطقة. كانت هذه المعركة واحدة من أبرز المحطات في التاريخ العسكري للمنطقة، حيث جمعت بين مجموعة متنوعة من المشاركين وشهدت نتائج مصيرية للدول المعنية.
بدأت المعركة بتجميع قوات متعددة، حيث انضمت القوات الكلدانية، والتي كانت في ذلك الوقت تحت قيادة الفاتح الكلدي نابوبولاسر، مع قوات ميديّة وفرسية، إلى جانب قوات سكيثية. كانت هذه القوات مواجهة للقوات الآشورية القوية التي كانت تحكم المنطقة لفترة طويلة.
تمتلك القوات الكلدانية وحلفاؤها ميزة استراتيجية ونفوذًا متزايدًا في المنطقة، مما ساعدها على تنظيم هجوم قوي على نينوى. استغلوا العوامل الجغرافية المحيطة بالمدينة بما في ذلك الأنهار والتضاريس الوعرة لتحقيق ميزة تكتيكية.
تصاعدت حدة المعركة في محيط نينوى، حيث اشتبكت القوات الكلدانية وحلفاؤها بشراسة مع قوات الآشوريين. وبفضل التخطيط الجيد والتكتيكات العسكرية الفعالة، نجح الكلدان وحلفاؤهم في كسر دفاعات الآشوريين واقتحام المدينة.
عقب السيطرة على نينوى، تبعت المعركة فترة من الذبح والتدمير، حيث شهدت المدينة مأساة بعد أخرى على يد الفائزين. تم تنفيذ عمليات قتل جماعي ونهب وتدمير شامل للبنية التحتية والثقافية في المدينة.
بهذا الانتصار الحاسم في معركة نينوى، أكدت القوات الكلدانية وحلفاؤها سيطرتها الجديدة على المنطقة، وبدأت حقبة جديدة من السياسة والهيمنة في الشرق الأوسط، حيث تراجعت نفوذ الإمبراطورية الآشورية واندثرت تمامًا من الساحة السياسية والعسكرية.