على ضفاف قناة أشمون، وفي العام 1221، شهدت مصر واحدة من أبرز المعارك في تاريخها، وهي معركة قناة أشمون، ضمن سياق الصراعات الهائلة التي تكونت تحت لواء الحملات الصليبية. كانت هذه المعركة جزءًا من الحملة الخامسة للصليبيين، والتي شهدت مشاركة نخبة من القوات المصرية الأيوبية تحت قيادة عسكرية فذة.
تتوسط القناة الخصبة، التي يعود تاريخ بنائها إلى فترة مبكرة، معركة استراتيجية حيوية، حيث تندرج ضمن الصراعات الدائرة بين الأيوبيين والصليبيين. كانت مشاركة مدينة دمياط في هذه المعركة أمرًا ملحًا، حيث أنها كانت تحظى بموقع استراتيجي ومنفذ تجاري هام على البحر الأبيض المتوسط.
تجسدت المعركة في سماء العام 1221 كنقطة تحول في مسار الحملة الصليبية، إذ شهدت مواجهة طاحنة بين القوات الأيوبية بقيادة أمير مصر الأيوبي والقوات الصليبية التي اندلعت بها نيران الطموح الصليبي. كانت القوات الصليبية مكونة من تحالف من الصليبيين الأوروبيين، وكانت طموحاتها تتراوح بين استعادة المقدسات وتعزيز نفوذها في هذا الجزء من العالم.
في النهاية، انقلبت مزاجية المعركة لصالح مصر الأيوبية، حيث استطاعت القوات الأيوبية تحت قيادة الأمير تحقيق فوز استراتيجي هام، حدثت فيه تغييرات جوهرية على الساحة العسكرية والاستراتيجية. كانت معركة قناة أشمون لحظة حاسمة في الصراعات بين القوتين، حيث برزت بوضوح قدرة الجيش الأيوبي على مواجهة التحديات الهائلة التي فرضتها الحملة الصليبية.
يعكس فوز مصر الأيوبية في هذه المعركة تحديًا فعّالًا لمحاولات التوسع الصليبي في المنطقة، وقوة الدفاع التي كانت تتمتع بها الدولة الأيوبية تحت حكمها الرشيد. بالتالي، يظهر تأثير هذا الصراع على الديناميات الإقليمية والتوازنات السياسية في الشرق الأوسط، حيث ترسخت سيطرة الأيوبيين وثبتت مكانتهم كلاعب رئيسي في المسرح الإقليمي.
هكذا، تظهر معركة قناة أشمون في سياق التاريخ كفصل مهم وحاسم، حيث انبثقت منها تداعيات ذات أهمية كبيرة على التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، وشكلت نقطة تحول في صراع الحروب والمعارك التي عرفتها هذه الفترة الزمنية المحورية.