في عام 1187، شهدت معركة كريسون الواقعة في إسرائيل والمعروفة بمعركة كريسون حدوث صراع ملحمي تاريخي ضمن إطار الحملة الصليبية الثالثة. كانت هذه المعركة لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، حيث تصاعدت حدة الصراع بين القوات الصليبية والقوات الإسلامية بقيادة صلاح الدين الأيوبي.
تمثل الموقع الاستراتيجي لمعركة كريسون أهمية كبيرة، حيث توجد إسرائيل على خط الجبهة بين الصليبيين والمسلمين، مما جعلها محط أنظار العديد من القادة العسكريين والإستراتيجيين في تلك الفترة. تقع إحداث المعركة في الصيف، على ضفاف نهر الأعساف، وهو مكان استراتيجي يسهل الوصول إليه ويساعد في تحديد مسار الحملة العسكرية.
كانت السنة 1187 هي فترة حرجة تميزت بتحولات هامة في الديناميات السياسية والعسكرية في المنطقة، حيث برزت شخصية صلاح الدين الأيوبي كقائد عسكري استراتيجي ذو رؤية وإرادة قوية. اجتمعت في هذه المعركة قوات متعددة، حيث قاد صلاح الدين جيش المسلمين المتحد، الذي ضم قوات من فلسطين وغيرها من المناطق الإسلامية.
في مقابل ذلك، كانت الجيوش الصليبية تتألف من فرق من فرسان المعبد وفرسان المستشفى، وهما من الفرق الصليبية البارزة في ذلك الوقت. كانت هذه الجيوش تحمل على عاتقها مهمة الدفاع عن المصالح الصليبية في المنطقة، وكانوا يمثلون إحدى مظاهر الهيمنة الصليبية على الأراضي المقدسة.
من الجدير بالذكر أن مصير المعركة انحسر نحو فوز سلاح الأيوبيين بقيادة صلاح الدين، حيث تمكنوا من تحقيق نجاح استراتيجي كبير، وبالتالي، تم تحديد مسار الأحداث التي أعقبتها بنجاح المسلمين في الحملة الصليبية الثالثة. يعتبر هذا الانتصار فتحًا هامًا للمسلمين، وأثر بشكل كبير على الديناميات الإقليمية والدولية في تلك الحقبة.