في قلب الألم والصبر الذي امتد لثمانية وثمانين عامًا، استمر جيل بعد جيل من عشاق بوسطن ريد سوكس في مشاهدة وتأمل الانتصار. كانوا يترقبون ويتمنون ويصلّون من أجل الفوز، ولكن الإحباط والخيبة كانا رفقاء دائمين – في عام 1946، حينما خسر السوكس في سلسلة العالم بعد 7 مباريات، أو في عام 1948، حينما خسروا في مباراة فاصلة واحدة ضد كليفلاند. وفي عام 1949، جاءت الحسرة أمام اليانكيز، ومرة أخرى في عام 1967، حيث خسروا السلسلة مجددًا في 7 مباريات، وفي عام 1975، حيث حدثت نفس القصة مرة أخرى، وظهر بكي في عام 1978، وباكنر في عام 1986، وبون في عام 2003. ومع كل ربيع جديد، عاد الجماهير، متطلعة بأمل جديد، حيث أصبحت الخسارة والقلق والعذاب الذاتي جزءًا من روتينهم اليومي، حتى وصلت إلى حد تلقيها تسميات تسويقية، حيث دعي الألم بـ “لعنة البامبينو”، ودُعي أصحابها بـ “أمة بوسطن الحمراء” – الفريق الذي يعاني دائمًا كالخاسر الأقصى. السؤال الذي لا يفارق العقول: هل سينتهي هذا الألم يومًا؟
ثم جاء ذلك اليوم الذي انتظره الجميع، يوم تحقيق الحلم الذي طال انتظاره. “لماذا لا نحن؟” هو كتاب يروي قصة الانتصار المذهل لبوسطن ريد سوكس في سلسلة العالم عام 2004، وماذا كان يعني هذا الانتصار لقلوب الجماهير. الكاتب لي مونتفيل، المعروف بكتبه الأكثر مبيعًا مثل “تيد ويليامز” و “عند مذبح السرعة”، قام بمقابلة العديد من الجماهير: أصدقاء، أصدقاء الأصدقاء، كتّاب رياضيين قدامى، لاعبين، شخصيات عامة، وأفراد عاديين. هنا، في هذا الكتاب، تأتي قصصهم – قصص حلوة ومرة عن العاطفة والألم، عن الأمل الأبدي واليأس المكبوت، عن العذاب الذي يبدو لا نهاية له وعن النشوة الغريبة لكونك مشجعًا لبوسطن ريد سوكس.
“لماذا لا نحن؟” يحمل بين صفحاته أفكارًا تعبّر عن معاناة هذا الفريق الذي عاش في ظل “لعنة البامبينو”، ويكشف عن مدى أثر انتصارهم الكبير في سلسلة العالم 2004 على قلوب وعقول عشاقهم. يأخذنا مونتفيل في رحلة تاريخية تمتد عبر العقود، تلمس فيها العاطفة والشغف، مما يجعل هذا الكتاب ليس مجرد سرد رياضي، بل قطعة أدبية فريدة ترسم بألوان حية رحلة أمة بوسطن الحمراء من العذاب غير المسبوق إلى أرض الميعاد في سلسلة العالم 2004. صدر هذا الكتاب عن دار النشر بابليك أفيرز في يناير 2005، مضيفًا فصلا جديدًا إلى تاريخ الرياضة وإلى قلوب عشاق البيسبول وعشاق بوسطن ريد سوكس.