تأخذنا كتاب “الينابيع الصافية: قصة عائلية” للكاتبة بوبي آن ميسون في رحلة ساحرة عبر ثلاثة أجيال، تتنوع فيها الطموحات والصراعات والروابط التي تجمع بينهم. تتجلى قوة رواية ميسون في قدرتها على إعطاء الحياة للشخصيات والمواقف بطريقة تجعل القارئ يشعر بأنه يعيش واقعهم.
يتنقل السرد عبر عقود، يمزج بين قصص جدود ميسون ووالديها وجيلها الخاص. يتحرك السرد من الجدية الصارمة لحياة مزرعة في كنتاكي إلى نمط الحياة الهيبي في الستينيات المضادة للثقافة الرسمية؛ من مجلة معجبين في نيويورك إلى وحدة علاج بالصدمات في مستشفى للأمراض العقلية؛ من دار للفقراء في المقاطعة إلى موقع تصوير فيلم هوليوودي؛ من مدرسة صغيرة ريفية إلى حفلات موسيقى بوب متلألئة.
وفي سرد رحلتها الخاصة – قصة فتاة غريبة الأطوار حلمت بأماكن بعيدة – تصوّر ميسون التغيرات التي حدثت في العائلة وفي حياة المرأة وفي قلب أمريكا الوسطى في القرن العشرين.
في النهاية، “الينابيع الصافية” هو صورة مؤثرة لعائلة ممتدة، وتأكيد عميق لأهمية حب الأسرة.