بعدما يرتحل الوالدان، تفقد البالغين حتى الذين يتمتعون بالاستقلالية الشعور باليتم، ورغم أن الكلمة قد تشير في أذهاننا إلى الأطفال، إلا أن البالغين القادرين على العناية بأنفسهم يمكن أن يشعروا بألم “اليتم” عندما يرحل والديهم فجأة. يعقّد العملية الطبيعية للحداد الشعور بالخسارة هذه بحقيقة أن هذا الفقدان غالبًا ما يحدث في منتصف العمر، في الثلاثينات، الأربعينات، أو الخمسينات من العمر، حيث نقوم بتربية أطفالنا الخاصين، ومراقبة خروجهم من العش الأسري، ومواجهة تكيفات أخرى في حياتنا، من وظائفنا إلى زيجاتنا إلى صحتنا.
تقدم جين بروكس، في استكشاف متأنٍ لموضوع مهم ومهمل، شرحًا للتأثير العاطفي لفقدان والدينا وسط منتصف العمر، والسبب في تقدير الكثيرين لهذا التأثير. وتتناول مواضيع مثل التغيرات في صورة الذات، والقضايا العالقة، والشعور بالذنب والحزن والغضب، والتأثير العاطفي للإرث، وتحول الأدوار نتيجةً لـ “اليتم في منتصف العمر”، تبين لنا بروكس كيف نجد مصادر جديدة للقوة، في أنفسنا وفي الآخرين، بعد رحيل والدينا.
إن فهم تلك التحديات العاطفية وتعاملنا معها بشكل صحيح يمكن أن يساعدنا في تخطي هذه المرحلة الصعبة من الحياة، ويساعدنا في النمو الشخصي وتعزيز قدرتنا على التكيف مع التغيرات الحياتية الصعبة. وبفضل الكتب المثل هذه، يمكن للأفراد الذين يواجهون نفس الظروف أن يجدوا الدعم والتوجيه اللازمين للتغلب على تحدياتهم وبناء حياة جديدة مليئة بالمعنى والإشراق.