في كتاب “الولد الضائع: بحث طفل الرعاية عن حب العائلة” الذي كتبه ديفيد بيلزر، يُسلط الضوء على رحلة مؤلمة ومعقدة لصبي صغير لم يعرف طعم الحنان والمأوى الدافئ. يتحدث الكتاب عن واقع هذا الفتى الذي لا تملك يديه إلا ملابسه القديمة والممزقة التي يحملها في حقيبة ورقية. عالمه الوحيد هو عالم العزلة والخوف، حيث يكمل رحلته بحثًا عن مكان يسميه بالمنزل.
رغم أن البعض قد أنقذ هذا الصبي من والدته السيئة السمعة والمدمرة بسبب إدمانها على الكحول، إلا أن الجرح الحقيقي يبدأ الآن، فهو لا يمتلك مأوى يسميه بالمنزل. يعتبر هذا الكتاب تكملة للكتاب السابق لديف بيلزر بعنوان “الطفل الذي دُعي باسم ‘ذلك'”، حيث يجيب فيه على الأسئلة ويكشف عن مغامرات جديدة من خلال قصة حياته كمراهق.
يتم نقل ديف، الذي يُعتبر الآن طفل رعاية (F-Child)، من منزل إلى منزل آخر بين خمسة أماكن مختلفة. يعاني من العار ويواجه الاستياء من قبل أولئك الذين يعتبرون أن جميع أطفال الرعاية هم مشكلة ولا يستحقون حبًا فقط لأنهم ليسوا جزءًا من “عائلة حقيقية”. الدموع، والضحك، والدمار، والأمل يخلقون رحلة هذا الولد الضائع الذي يبحث بإلهام شديد عن شيء واحد فقط – حب العائلة.
يتناول الكتاب قضايا الأسرة والعلاقات وسوء المعاملة، حيث يرسم صورة حية ومؤثرة لحياة الأطفال الذين يعيشون في نظام الرعاية ويواجهون تحديات البحث عن الحنان والاستقرار. “الولد الضائع” يتيح للقارئ فهم عميق لتجارب هؤلاء الأطفال ويدفعهم إلى التأمل في قيمة الأسرة وأهمية إعطاء الحب لمن يحتاجونه بشكل عاجل وضروري.