الولادة بالمحجم (بالشفط أو بالملقط الجنيني): إجراءاته، مخاطره، وفوائد استخدامه
الولادة هي عملية طبيعية تمر بها المرأة في معظم الأحيان دون الحاجة إلى تدخل طبي، إلا أنه في بعض الحالات قد يتطلب الأمر تدخلات طبية لضمان صحة الأم والطفل. واحدة من هذه التدخلات هي استخدام المحجم أو الملقط الجنيني، وهما أداتان جراحيتان تستخدمان في حالات معينة من الولادة للمساعدة في إخراج الجنين من قناة الولادة. يشمل هذا المقال دراسة شاملة حول الولادة باستخدام المحجم أو الملقط الجنيني، بما في ذلك تعريف كل أداة، دواعي استخدامها، فوائدها، مخاطرها، وأثرها على الأم والطفل.
1. المحجم والملقط الجنيني: التعريف والاستخدامات
1.1 المحجم
المحجم، أو ما يعرف أيضًا بشفاط الولادة، هو جهاز طبي يُستخدم لسحب الجنين من الرحم عند صعوبة خروجه خلال الولادة الطبيعية. يتم استخدام المحجم عادة في الحالات التي يكون فيها الجنين في وضعية غير مناسبة أو عندما تحتاج الأم إلى مساعدة إضافية بسبب التعب أو بسبب توقف تقدم المخاض. يتكون المحجم عادة من كأس مطاطية أو معدنية موصولة بأنبوب لشفط الهواء، مما يتيح للأطباء سحب الجنين بلطف من خلال قناة الولادة.
1.2 الملقط الجنيني
الملقط الجنيني هو جهاز جراحي يشبه الملقط الكبير، يُستخدم للمساعدة في توليد الجنين عندما يواجه صعوبة في الخروج. يتكون الملقط من مقبضين طويلين ينتهيان بنهايات على شكل “قمع” يتم وضعها على جانبي رأس الجنين. ثم يقوم الطبيب بشد المقبضين بلطف أثناء انقباضات الرحم لمساعدة الجنين على الخروج.
2. دواعي استخدام المحجم أو الملقط الجنيني
تُستخدم هذه الأدوات الطبية في حالات الولادة المعقدة عندما تواجه الأم أو الجنين صعوبة في إتمام عملية الولادة بشكل طبيعي. من أبرز الأسباب التي تستدعي استخدام المحجم أو الملقط:
2.1 تأخر تقدم الولادة
في بعض الحالات، قد يتوقف تقدم الولادة، حيث يكون الجنين قد دخل في قناة الولادة ولكنه لا يخرج لأسباب متعددة، مثل أن رأس الجنين عالق أو أن الوضعية غير مناسبة.
2.2 مشاكل في صحة الأم
في حالات معينة، قد تعاني الأم من مشاكل صحية تؤثر على قدرتها على دفع الجنين بشكل فعال. قد تكون هذه المشكلات تتعلق بإرهاق الأم الشديد بسبب طول المخاض أو مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
2.3 ضيق قناة الولادة
قد تكون قناة الولادة ضيقة بسبب تشوهات خلقية أو بسبب تغيرات في الوضعية الجنينية مما يجعل عملية الولادة أكثر صعوبة. في هذه الحالة، قد يتطلب الأمر التدخل باستخدام المحجم أو الملقط لمساعدة الجنين على الخروج.
2.4 احتياج الطبيب للتدخل السريع
في بعض الحالات الطبية، قد يتطلب الأمر سرعة الخروج بسبب وجود خطر على صحة الجنين أو الأم. قد يحدث هذا في حالة ضيق الحبل السري أو إذا كان الجنين في وضعية معقدة مثل الوضع الخلفي أو المعترض.
3. الفرق بين المحجم والملقط الجنيني
رغم أن المحجم والملقط الجنيني يُستخدمان لتحقيق نفس الهدف في المساعدة على ولادة الجنين، إلا أن هناك فروقات أساسية بين الأداة والطريقة:
3.1 المحجم (الشفط)
يتمتع المحجم بميزة كونه أقل تدخلاً جراحيًا مقارنة بالملقط الجنيني. حيث يُعتبر الشفط أقل ألمًا وأقل احتمالية للتسبب في إصابات للأنسجة المحيطة. ومع ذلك، يتطلب المحجم مهارة خاصة من الطبيب في تحديد مقدار القوة اللازمة للشفط حتى لا يتسبب في إصابة الجنين.
3.2 الملقط الجنيني
الملقط الجنيني يُعد أداة أكثر تدخلًا جراحيًا، حيث يتطلب من الطبيب وضع الأدوات على جانبي رأس الجنين وسحب الجنين بشكل متزامن مع الانقباضات. قد تكون هذه الطريقة أكثر صعوبة وقد تسبب إصابات أو تورمات في رأس الجنين أو في قناة الولادة. ومع ذلك، يكون الملقط أكثر فعالية في بعض الحالات مثل وضعية الجنين المعترضة.
4. فوائد استخدام المحجم أو الملقط الجنيني
4.1 التقليل من الحاجة إلى الولادة القيصرية
يمكن للمحجم أو الملقط أن يساعد في تجنب الحاجة إلى الولادة القيصرية في الحالات التي يكون فيها المولود في وضع صعب ولكن يمكن خروجه من خلال المساعدة. في هذه الحالات، يوفر المحجم أو الملقط حلاً سريعًا وآمنًا مقارنة بالجراحة الكبرى التي تتطلب وقتًا أطول للتعافي.
4.2 تسريع الولادة
عند حدوث تأخر في تقدم المخاض، قد يساعد استخدام المحجم أو الملقط في تسريع عملية الولادة. يمكن أن تساعد هذه الأدوات في تخفيف الوقت المستغرق أثناء المخاض، مما يقلل من الإجهاد على الأم ويسمح للطفل بالخروج بسرعة أكبر.
4.3 الحفاظ على صحة الجنين والأم
في الحالات التي تتطلب التدخل السريع بسبب مشاكل صحية، مثل احتباس الحبل السري أو تسرب السائل الأمنيوسي، يمكن للمحجم أو الملقط أن يساعد في منع تلف الأنسجة ويقلل من مخاطر الإصابة بالعدوى أو المضاعفات الصحية لكل من الأم والطفل.
5. مخاطر استخدام المحجم والملقط الجنيني
على الرغم من الفوائد المحتملة لهذه الأدوات، فإن استخدامها ينطوي أيضًا على بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة التي يجب أن يكون الطبيب مستعدًا للتعامل معها.
5.1 إصابات الرأس والوجه
من أكبر المخاطر المرتبطة باستخدام المحجم أو الملقط الجنيني هي إمكانية تعرض رأس الجنين للإصابة. قد يتعرض الجنين لتمزقات أو كدمات أو إصابات في الجلد أو الأنسجة تحت الجلد، خاصة في حال كان الاستخدام غير دقيق أو كان رأس الجنين في وضع صعب.
5.2 إصابات في قناة الولادة
قد يتسبب استخدام هذه الأدوات في تمزق أو إصابة أنسجة المهبل أو عنق الرحم. إذا لم يكن الطبيب حذرًا في تطبيق القوة المناسبة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابات خطيرة قد تحتاج إلى جراحة لإصلاحها.
5.3 مشاكل في التنفس والرقبة
استخدام المحجم أو الملقط الجنيني قد يؤدي إلى مشاكل في التنفس عند الجنين بسبب الضغط على رأسه أو رقبته. قد يؤدي ذلك إلى نقص الأوكسجين لفترة قصيرة بعد الولادة، مما قد يتطلب رعاية طبية عاجلة.
5.4 زيادة خطر الشلل الدماغي
في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب استخدام الملقط الجنيني أو المحجم في مشاكل صحية طويلة الأمد للطفل، مثل الشلل الدماغي أو التأثيرات العصبية الأخرى، إذا كانت الأدوات قد تعرضت لأخطاء في التوجيه أو إذا كان هناك ضرر في المخ.
6. الاستعدادات والتقنيات الخاصة في استخدام المحجم والملقط الجنيني
6.1 التقنيات الحديثة في استخدام المحجم
قد تحسن التكنولوجيا الحديثة من فعالية المحجم، حيث تتوافر الآن أجهزة شفط ذات تقنيات متقدمة تساعد على تقليل المخاطر وتحسين النتائج. يمكن للأطباء استخدام المحجم بتقنيات دقيقة للحد من الضغط على الجنين.
6.2 تدريب الأطباء والطاقم الطبي
نظرًا لحساسية هذه الإجراءات، يتم تدريب الأطباء بشكل مكثف على كيفية استخدام المحجم والملقط الجنيني. من الضروري أن يكون الطبيب متمرسًا في تطبيق هذه الأدوات بشكل دقيق وآمن، مع معرفة دقيقة بمؤشرات استخدامها ومخاطرها.
7. الخاتمة
إن استخدام المحجم أو الملقط الجنيني يعد من التدخلات الطبية الضرورية في بعض الحالات لضمان صحة الأم والطفل خلال عملية الولادة. على الرغم من الفوائد المحتملة لهذه الأدوات في تسريع العملية وتجنب الولادة القيصرية، فإن استخدامها ينطوي على مخاطر يجب التعامل معها بعناية. تبقى النصائح الطبية الدقيقة والتدريب المتخصص أمرًا أساسيًا في تقليل هذه المخاطر وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
