عادات تسبّب الصداع وكيفية تجنبها

عادات خاطئة يجب أن تبتعد عنها لتتخلص من الصداع

يُعتبر الصداع من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي يعاني منها العديد من الأشخاص، وقد يصاحبه أحيانًا أعراض أخرى مثل الدوخة والغثيان أو الحساسية للضوء والصوت. رغم أن الصداع قد يكون نتيجة لمجموعة من الأسباب الطبية مثل التوتر أو مشاكل في الأعصاب أو الشرايين، إلا أن بعض العادات الخاطئة التي يتبعها الأفراد قد تسهم بشكل كبير في تفاقم المشكلة أو حتى حدوثها بشكل متكرر. لذلك من المهم معرفة هذه العادات وتجنبها لضمان تقليل الصداع والحد من آثاره السلبية على الحياة اليومية. سنستعرض في هذا المقال العادات الخاطئة التي يجب الابتعاد عنها لتقليل الصداع والتمتع بحياة خالية من الآلام.

1. إهمال شرب الماء بشكل كافٍ

إن الجفاف يعد أحد الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصداع. يعتبر الماء عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على توازن الجسم وعمله بشكل طبيعي، وعندما لا يحصل الجسم على الكمية الكافية من السوائل، فإنه قد يُصاب بالصداع نتيجة لتقليص الأوعية الدموية وارتفاع مستويات السموم في الجسم. ينصح بشرب حوالي 8 أكواب من الماء يوميًا أو أكثر إذا كان الشخص يعيش في بيئة حارة أو يقوم بنشاطات بدنية مكثفة.

2. التعرض المفرط للأجهزة الإلكترونية

أصبح من المعتاد في عصرنا الحديث أن يقضي الأشخاص وقتًا طويلاً أمام الشاشات، سواء كانت شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية. هذا التعرض المفرط للشاشات يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بـ”صداع الشاشات”، وذلك نتيجة للإجهاد الناتج عن التركيز المستمر على النصوص أو الصور أو حتى الفيديوهات. كما أن الإضاءة الساطعة من الشاشات تؤدي إلى إجهاد العينين، مما يزيد من احتمالية حدوث الصداع.

لتجنب ذلك، يجب أخذ فترات راحة منتظمة (كل 20 دقيقة) للابتعاد عن الشاشات، بالإضافة إلى تقليل السطوع وضبط الإضاءة المحيطة لتكون أكثر راحة للعينين.

3. الإفراط في تناول الكافيين

الكافيين يعتبر من المنبهات التي تساعد في تحسين اليقظة والتركيز على المدى القصير. لكن تناول كميات كبيرة من الكافيين في المشروبات مثل القهوة والشاي أو المشروبات الغازية قد يؤدي إلى أعراض مشابهة للصداع. حيث أن الإكثار من تناول الكافيين قد يسبب انسحاب الكافيين عند التوقف المفاجئ عن استهلاكه، مما يؤدي إلى حدوث الصداع.

للتقليل من هذا التأثير، يفضل تناول الكافيين بشكل معتدل وعدم تجاوز الكمية الموصى بها يوميًا (حوالي 400 ملغ من الكافيين أي ما يعادل 4 أكواب من القهوة).

4. الابتعاد عن النوم المنتظم

قلة النوم أو النوم بشكل غير منتظم له دور كبير في تحفيز الصداع. يحتاج الجسم إلى ساعات نوم كافية لكي يستعيد نشاطه ويقوم بالإصلاحات اللازمة له. يُؤدي الحرمان من النوم إلى تراكم التوتر والإجهاد على الجسم، مما ينعكس في شكل صداع شديد في بعض الحالات.

لتجنب هذا الصداع، يجب الالتزام بروتين نوم ثابت يتضمن 7-9 ساعات من النوم يوميًا، وتجنب السهر لفترات طويلة، وكذلك خلق بيئة نوم مريحة.

5. تناول الوجبات غير المنتظمة

عدم تناول الوجبات في أوقات منتظمة قد يتسبب في انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى الشعور بالصداع. تُعتبر الوجبات الصغيرة والمتوازنة التي تحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية ضرورية للحفاظ على مستويات طاقة ثابتة في الجسم طوال اليوم.

يفضل تناول 3 وجبات رئيسية و2-3 وجبات خفيفة صحية، مع تجنب تخطي الوجبات.

6. التعرض للضوضاء أو الملوثات البيئية

إن التعرض المستمر للضوضاء العالية أو الملوثات البيئية مثل الغبار والدخان يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة الشخص بشكل عام، وقد يتسبب في ظهور الصداع. البيئة المحيطة بالشخص تلعب دورًا حاسمًا في تحسين أو تدهور حالة الشخص الصحية. الأصوات المرتفعة قد تسبب صدمة في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى حدوث صداع مستمر أو التهابات في الأذن.

يمكن تجنب ذلك باستخدام سدادات الأذن في الأماكن المزدحمة أو التي تحتوي على مستويات عالية من الضوضاء، أو تجنب الأماكن الملوثة.

7. الإجهاد الزائد والتوتر

يعد التوتر النفسي والإجهاد العقلي من العوامل الأساسية التي تساهم في حدوث الصداع. القلق المستمر والمشاعر السلبية يمكن أن تؤدي إلى حدوث تقلصات في العضلات وخاصة في منطقة الرقبة والكتفين، مما ينتج عنه صداع توتري. يُعتبر الإجهاد من أقوى المحفزات التي تؤدي إلى تكرار الصداع المزمن.

لتخفيف التوتر، من المهم تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، أو اليوغا. ممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم تساعد أيضًا على تقليل مستويات التوتر.

8. التدخين

يُعتبر التدخين من العوامل المسببة للعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك الصداع. المواد الكيميائية الموجودة في السجائر، مثل النيكوتين، تؤثر على الأوعية الدموية في الدماغ وتسبب انقباضها، مما يزيد من احتمالية حدوث الصداع. علاوة على ذلك، يُعتبر التدخين أحد العوامل التي تؤدي إلى حدوث الصداع النصفي المزمن.

من الأفضل الابتعاد عن التدخين وتقليل تعرض الجسم للمواد السامة.

9. الإفراط في استخدام الأدوية

على الرغم من أن بعض الأدوية قد تكون ضرورية لتخفيف الصداع، إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بـ”صداع الأدوية المفرطة”. يحدث هذا عندما يتناول الشخص الأدوية المسكنة للصداع بشكل مستمر حتى تصبح الأدوية نفسها سببًا في تكرار الصداع.

من المهم استشارة الطبيب عند استخدام الأدوية بشكل منتظم وعدم تجاوز الجرعة الموصى بها.

10. استخدام الأوضاع الخاطئة أثناء الجلوس أو النوم

الجلوس أو النوم في أوضاع غير مريحة أو غير صحيحة قد يؤدي إلى حدوث توتر في عضلات الرقبة والظهر، مما يسبب الصداع. على سبيل المثال، الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر مع وضعية غير صحيحة قد يؤدي إلى إجهاد العضلات وبالتالي يسبب صداعًا.

من الضروري اتباع وضعيات صحيحة عند الجلوس أو النوم، والقيام بتمارين تمدد للعضلات بشكل دوري.

الخاتمة

إن تجنب العادات الخاطئة التي قد تسهم في الإصابة بالصداع يعد خطوة مهمة نحو حياة أكثر صحة وراحة. من خلال إدخال بعض التعديلات البسيطة على نمط الحياة اليومي مثل شرب كميات كافية من الماء، والنوم المنتظم، والابتعاد عن التوتر والإجهاد، يمكنك تقليل فرص الإصابة بالصداع بشكل كبير. ومع ذلك، إذا استمرت نوبات الصداع أو أصبحت متكررة بشكل مفرط، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد الأسباب المحتملة والعلاج المناسب.